بني أُميّة، ثمّ تلاه في زمن حكومة هارون الرشيد (۱۷۰ ـ ۱۹۲ه) تأسيس إدريس بن عبد اللّه الحسنيّ (من أحفاد الإمام الحسن عليهالسلام) إمارة شيعيّة زيديّة مستقلّة في مراكش بالمغرب، استمرّت قرناً ونصفاً.
ويمكن اعتبار القرن الثالث الهجريّ وبداية الغيبة الصغرى عصر الاستقلال السياسيّ للإمارات الإقليميّة، فظهرت دول محلّية متعدّدة في مختلف أنحاء الأراضي الإسلاميّة، لايسع عرضنا الموجز هذا الوقوف طويلاً على كلّ محطّاتها، وسيُكتفى بمرور سريع توضّحه الفقرات الآتية:
۲. ۱ ـ بنو الأغلب (۱۸۴ ـ ۲۹۶ه)
لمّا تأسّست الدولة الإدريسيّة في المغرب، منح هارون الرشيد إبراهيمَ بن الأغلب حاكم تونس من قبله صلاحيّات عديدة لأن يتصدّي للدولة المشار إليها، ولكنّه استغلّ المسافة الشاسعة له عن مركز الحكم في بغداد وأعلن انفصاله واستقلاله.
وقد اضطلع الأغالبة بدور مؤّر في احتلال جزيرة صقلية ونشر الإسلام فيها.
۲. ۲ ـ الطاهريّون (۲۰۷ ـ ۲۵۴ه)
استلمت سلالة الطاهريّين الحكم في خراسان بزعامة طاهر بن الحسين القائد المعروف للمأمون العبّاسيّ، وإضافة إلى إمارة خراسان وشرق إيران، تولّوا إدارة شرطة بغداد أيضاً.
۲. ۳ ـ الصفّاريّون (۲۵۴ ـ ۲۹۶ه)
تمكّن يعقوب بن ليث الصفّار السيستاني بمؤزرة فرسانه من السيطرة على سيستان أوّلاً، ثمّ طرد الطاهريّين وعمّال العبّاسيّين وأخذ بناصية خراسان، وسعى لإنهاء الحكم العبّاسيّ باحتلال بغداد، ولكنّه لم يوفّق إلى ذلك. وتوجّه أخوه عمرو إلى منطقة ما وراء النهر؛ طمعاً بالهيمنة عليها، فهزمه إسماعيل السامانيّ، وفشل في اعتلاء كرسيّ الحكم. وما تبقّى من هذه السلالة عُرفوا كأُمراء محلّيّين ذوي بأس قليل في منطقة سيستان لأعوام عديدة.