325
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

۲. ۴ ـ الطولونيّون (۲۵۴ ـ ۲۹۲ه)

وهم سلالة من الأتراك تنتسب إلى كبيرها أحمد بن طولون الذي عيّنه العبّاسيّون حاكماً لمصر، فاستغلّ الأوضاع السياسيّة المضطربة في عهد المعتمد وأعلن الانفصال الكامل عن العبّاسيّين، فبذل المعتمد جهوداً كبيرة لإرجاع مصر إلى النفوذ العبّاسيّ، غير أنّه لم يظفر بشيء وأحمد بن طولون حيّاً، ولكن تمكّن العبّاسيّون من استعادتها ثانية في عهد خلفائه أواخر القرن الثالث الهجريّ.

۲. ۵ ـ العلويّون في طبرستان (۲۵۴ ـ ۳۱۴ه)

أقام الحسن بن زيد العلويّ (من أحفاد الإمام الحسن عليه‏السلام) في الريّ مدّة، ولكنّه توجّه إلى مازندران سنة ۲۵۰ه استجابةً لطلب أهلها الذين ضاقوا ذرعاً بظلم الحكّام العبّاسيّين المحلّيّين، وتصدّى لقيادة ثورة انتهت بتشكيله إمارة بزعامته استمرّت عشرين عاماً، سعى خلالها ـ وهو العالم المتبحّر من أئمّة الزيديّة والملقّب بالداعي الكبير ـ إلى نشر العقائد الشيعيّة في تلك المنطقة.۱

وجاء من بعده أخوه أحمد بن زيد وهو شاعر عادل قدّم إنجازات على طريق التشيّع، وفاقه في هذا المجال خليفته الحسن بن عليّ الحسينيّ الملقّب بالناصر الكبير، حيث ترك بعده إنجازات إعماريّة وتعليميّة مهمّة ومؤّرة.۲

حكم عدّة أشخاص من هذه الأُسرة إلى سنة ۳۱۴ه في مازندران، ولكن حروبهم مع الدول المحلّية المجاورة من جهة، ومع العبّاسيّين من جهة أُخرى أدّت إلى إضعاف قواهم، حتّى حلّت نهاية هذه الدولة على أيدي السامانيّين.۳

1.. تاريخ الطبريّ : ج ۹ ص ۲۷۱، مقاتل الطالبيّين: ص ۴۹۰.

2.. تاريخ رويان بالفارسيّة: ص ۷۶.

3.. راجع: علويّان طبرستان بالفارسيّة .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
324

بني أُميّة، ثمّ تلاه في زمن حكومة هارون الرشيد (۱۷۰ ـ ۱۹۲ه) تأسيس إدريس بن عبد اللّه‏ الحسنيّ (من أحفاد الإمام الحسن عليه‏السلام) إمارة شيعيّة زيديّة مستقلّة في مراكش بالمغرب، استمرّت قرناً ونصفاً.

ويمكن اعتبار القرن الثالث الهجريّ وبداية الغيبة الصغرى عصر الاستقلال السياسيّ للإمارات الإقليميّة، فظهرت دول محلّية متعدّدة في مختلف أنحاء الأراضي الإسلاميّة، لايسع عرضنا الموجز هذا الوقوف طويلاً على كلّ محطّاتها، وسيُكتفى بمرور سريع توضّحه الفقرات الآتية:

۲. ۱ ـ بنو الأغلب (۱۸۴ ـ ۲۹۶ه)

لمّا تأسّست الدولة الإدريسيّة في المغرب، منح هارون الرشيد إبراهيمَ بن الأغلب حاكم تونس من قبله صلاحيّات عديدة لأن يتصدّي للدولة المشار إليها، ولكنّه استغلّ المسافة الشاسعة له عن مركز الحكم في بغداد وأعلن انفصاله واستقلاله.

وقد اضطلع الأغالبة بدور مؤّر في احتلال جزيرة صقلية ونشر الإسلام فيها.

۲. ۲ ـ الطاهريّون (۲۰۷ ـ ۲۵۴ه)

استلمت سلالة الطاهريّين الحكم في خراسان بزعامة طاهر بن الحسين القائد المعروف للمأمون العبّاسيّ، وإضافة إلى إمارة خراسان وشرق إيران، تولّوا إدارة شرطة بغداد أيضاً.

۲. ۳ ـ الصفّاريّون (۲۵۴ ـ ۲۹۶ه)

تمكّن يعقوب بن ليث الصفّار السيستاني بمؤزرة فرسانه من السيطرة على سيستان أوّلاً، ثمّ طرد الطاهريّين وعمّال العبّاسيّين وأخذ بناصية خراسان، وسعى لإنهاء الحكم العبّاسيّ باحتلال بغداد، ولكنّه لم يوفّق إلى ذلك. وتوجّه أخوه عمرو إلى منطقة ما وراء النهر؛ طمعاً بالهيمنة عليها، فهزمه إسماعيل السامانيّ، وفشل في اعتلاء كرسيّ الحكم. وما تبقّى من هذه السلالة عُرفوا كأُمراء محلّيّين ذوي بأس قليل في منطقة سيستان لأعوام عديدة.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14020
صفحه از 518
پرینت  ارسال به