۱. ۴ ـ أحمد بن محمّد بن المعتصم، الملقّب بالمستعين باللّه (۲۵۲ ـ ۲۴۸ه)
أعقبت مقتل المنتصر مدّة عشرة أعوام تقريباً تولّى فيها القادة الأتراك ـ ومنهم: بغا الكبير ووصيف وغيرهم ـ السلطة في البلاط العبّاسيّ، وأطاعوهم في إدارة الأُمور، حتّى أصبح عزلُ وتنصيب الخلفاء العبّاسيّين بأيديهم فكانوا يجلبون من يَرضون عنه، ويُقصون من لم ينَل رضاهم.
وهكذا عيّنوا المستعين باللّه حفيد المعتصم بعد المنتصر، ثمّ ما لبثوا أن عزلوه عن الخلافة لمحاولته إزالة الأتراك، فنفوه إلى البصرة وهناك تعرّض للاغتيال.۱
واشتدّت في هذه الحقبة تجزئة مناطق نفوذ العبّاسيّين، فخرجت عن سيطرتهم مصر وخراسان وسيستان، وحَكَمها الأُمراءُ المحلّيون.
۱. ۵ ـ محمّد بن المتوكّل، الملقّب بالمعتزّ باللّه (۲۵۵ ـ ۲۵۲ه)
لم تتحسّن أوضاع الخلافة بمجيء المعتزّ باللّه وفقاً لمبايعة أتراك البلاط الساعين إلى مزيد من الثروة، فضغطوا على المعتزّ ـ الذي تولّى أمانة بيت المال منذ عهد أبيه ـ ليعطيهم بعض الأموال، ولأنّه امتنع اضطرّوه إلى اعتزال الحكم، ثمّ اعتقلوه وعذّبوه حتّى لقي حتفه.۲ وفي عهده استُشهد الإمام الهادي عليهالسلام سنة ۲۵۴ه.
۱. ۶ ـ محمّد بن الواثق، الملقّب بالمهتدي باللّه (۲۵۵ ـ ۲۵۶ه)
وصفوا المهتدي باللّه بأنّه رجل ورع سعى لإصلاح الأُمور، وشبّهوه بعمر بن عبد العزيز بين الأُمويّين، فأخذ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأخضع الدوواين لإشرافه، ودافع عن الناس، غير أنّ إصلاحاته السياسيّة أفضت إلى ضرر القادة الأتراك، فعزلوه وأصبح في خبر كان.۳