323
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

۱. ۷ ـ أحمد بن المتوكّل، الملقّب بالمعتمد على اللّه‏ (۲۵۶ ـ ۲۷۹ه)

بايع الأتراك المعتمَد بعد مقتل المعتزّ، ولحسن حظّه أن تزاديت الاختلافات الداخليّة بين القادة الأتراك ووفّرت أرضيّة مناسبة لاستقلال سلطته. وبسبب حدّة تلك الاختلافات طلبوا منه أن يعيّن أحد إخوته أميراً على الجيش، فاختار أبا أحمد الموفّق باللّه‏ الذي أصبح وليّ العهد من بعده، وحاز السهم الأوفر في إعادة السلطة للعبّاسيّين، والحدّ من نفوذ الأتراك في البلاط، وضاعف من قوّة المعتمد، على الرغم من أنّ موته السابق لموت أخيه بمدّة عام واحد أذهب بآمال جلوسه على العرش أدراج الرياح.

ولايدلّ طول حكم المعتمد على الاستقرار السياسيّ في حكومة بغداد؛ لأنّ هذه الحقبة شهدت تمرّدات وانتفاضات حادّة وعديدة أشغلت الدولة العبّاسيّة أعواماً كثيرة، كما ازدادت وتيرة الانفصالات والانقسامات السياسيّة في الولايات الإسلاميّة.۱

وفي السنوات الأُولى من حكم المعتمد استشهد الإمام العسكريّ عليه‏السلام، وبدأ عصر الغيبة للإمام المهديّ.

۲. تجزئة الدولة العبّاسيّة

إحدى حوادث القرن الثاني للهجرة ظهور دول الحكم الذاتيّ المستقلّة وشبهها المنفصلة عن جسد الحكومة العبّاسيّة في مختلف مناطق العالم الإسلاميّ. وقد ظهرت تجزئة الدولة الإسلاميّة وتبديلها إلى حكومات إقليميّة صغيرة وكبيرة منذ بداية الحكم العبّاسيّ، وهي ناجمة أوّلاً عن ترامي أطراف الأراضي الإسلاميّة وصعوبة الإشراف عليها بأجمعها، وثانياً عن حداثة عهد العبّاسيّين بالحكم، فلم يستطيعوا فرض توسيع سيطرتهم لتشمل جميع هذه النواحي.

أوّل بلد انفصل عن الحكم العبّاسيّ الأندلس (إسبانيا المسلمين)، وبقيت بأيدي بعض

1.. راجع: تاريخ سياسي إسلام بالفارسيّة: ج ۲ ص ۲۶۵.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
322

۱. ۴ ـ أحمد بن محمّد بن المعتصم، الملقّب بالمستعين باللّه‏ (۲۵۲ ـ ۲۴۸ه)

أعقبت مقتل المنتصر مدّة عشرة أعوام تقريباً تولّى فيها القادة الأتراك ـ ومنهم: بغا الكبير ووصيف وغيرهم ـ السلطة في البلاط العبّاسيّ، وأطاعوهم في إدارة الأُمور، حتّى أصبح عزلُ وتنصيب الخلفاء العبّاسيّين بأيديهم فكانوا يجلبون من يَرضون عنه، ويُقصون من لم ينَل رضاهم.

وهكذا عيّنوا المستعين باللّه‏ حفيد المعتصم بعد المنتصر، ثمّ ما لبثوا أن عزلوه عن الخلافة لمحاولته إزالة الأتراك، فنفوه إلى البصرة وهناك تعرّض للاغتيال.۱

واشتدّت في هذه الحقبة تجزئة مناطق نفوذ العبّاسيّين، فخرجت عن سيطرتهم مصر وخراسان وسيستان، وحَكَمها الأُمراءُ المحلّيون.

۱. ۵ ـ محمّد بن المتوكّل، الملقّب بالمعتزّ باللّه‏ (۲۵۵ ـ ۲۵۲ه)

لم تتحسّن أوضاع الخلافة بمجيء المعتزّ باللّه‏ وفقاً لمبايعة أتراك البلاط الساعين إلى مزيد من الثروة، فضغطوا على المعتزّ ـ الذي تولّى أمانة بيت المال منذ عهد أبيه ـ ليعطيهم بعض الأموال، ولأنّه امتنع اضطرّوه إلى اعتزال الحكم، ثمّ اعتقلوه وعذّبوه حتّى لقي حتفه.۲ وفي عهده استُشهد الإمام الهادي عليه‏السلام سنة ۲۵۴ه.

۱. ۶ ـ محمّد بن الواثق، الملقّب بالمهتدي باللّه‏ (۲۵۵ ـ ۲۵۶ه)

وصفوا المهتدي باللّه‏ بأنّه رجل ورع سعى لإصلاح الأُمور، وشبّهوه بعمر بن عبد العزيز بين الأُمويّين، فأخذ بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأخضع الدوواين لإشرافه، ودافع عن الناس، غير أنّ إصلاحاته السياسيّة أفضت إلى ضرر القادة الأتراك، فعزلوه وأصبح في خبر كان.۳

1.. تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۴۹۴.

2.. الكامل في التاريخ: ج ۴ ص ۴۰۴، تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۵۰۰.

3.. راجع: مروج الذهب: ج ۴ ص۱۸۳ ـ ۱۸۹.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14281
صفحه از 518
پرینت  ارسال به