321
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

۱. ۱ ـ هارون بن المعتصم، الملقّب بالواثق باللّه‏ (۲۲۷ـ ۲۳۲ه)

وصل هارون للحكم بعد موت والده المعتصم سنة ۲۲۷ه، ورافقت مدّة حكمه القصيرة انتفاضات في مناطق إسلاميّة مختلفة، وتعاظم نفوذ الأتراك وبخاصّة أبو جعفر أشناس التركيّ۱، وقويت شوكة حكّام الولايات، ومنهم عبد اللّه‏ بن طاهر حاكم خراسان وطبرستان وكرمان.

توفّي المعتصم بمرض أصابه سنة ۲۳۲ه.

۱. ۲ ـ جعفر بن المعتصم، الملقّب بالمتوكّل على اللّه‏ (۲۳۲ ـ۲۴۷ه)

تسلّم المتوكّل الحكمَ بعد موت أخيه الواثق باللّه‏، وامتاز بمعاقرته للخمر، وسوء أخلاقه، وتعصّبه، وخلافه مع المعتزلة، ومساندته لأهل الحديث، ومعاداته الشرسة للعلويّين والشيعة حتّى منع زيارة العتبات المقدّسة، وأمر بهدم ضريح الإمام الحسين عليه‏السلام في كربلاء سنة ۲۳۵ه ۲، وأودى به عداؤه إلى حبس كثير من الشيعة وتعذيبهم وقتلهم.

قُتل المتوكّل بمؤمرة حاكها له ابنُه وخليفته محمّد الملقّب بالمنتصر، وسانده فيها بعضُ القادة الأتراك في البلاط.۳

۱. ۳ ـ محمّد بن المتوكّل، الملقّب بالمنتصر باللّه‏ (۲۴۷ـ ۲۴۸ه)

لم يستمرّ حكم المنتصر أكثر من ستّة أشهر؛ إذ سرعان ما أزاحه المتعاونون معه في قتل أبيه وسقوه السمّ.۴ اتّسم بعلاقته الجيّدة مع العلويّين والشيعة، وأدّى تعاطفه مع أهل البيت عليهم‏السلام إلى تحسّن أوضاع الشيعة ومنحهم الأمان.۵ ويقال بأنّه دبّر قتلَ المتوكّل لإهانته أهلَ البيت عليهم‏السلام.۶

1.. قائد عبّاسيّ متنفّذ في عهد الواثق باللّه‏.

2.. تاريخ الطبري: ج ۹ ص ۱۵۴ ـ ۱۸۵.

3.. تاريخ الطبري: ج ۹ ص ۲۲۲.

4.. المصدر السابق: ج ۹ ص ۲۵۱.

5.. مقاتل الطالبيّين: ص ۵۰۴.

6.. الأمالي للطوسيّ : ص ۳۲۸، بحار الأنوار: ج ۵۰ ص ۲۰۹.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
320

۱. الخلافة العبّاسيّة

سقطت الحكومة الأُمويّة بأيدي المناصرين لبني العبّاس سنة ۱۳۲ه، ومنذ ذلك الحين تولّى العبّاسيّون مقاليد الحكم، ويُعتقد أنّ حكومة هارون الرشيد (۱۷۰ ـ ۱۹۲ه) وابنه المأمون (۱۹۸ ـ ۲۱۸ه) هو العصر الذهبيّ للحكم العبّاسي، حيث بلغت قوّته ذروتها وبسطت نفوذها على كلّ العالم الإسلاميّ تقريباً، وتوفّرت دواعي إقامة علاقة سياسيّة ودّية مع بعض الدول الأُوروبيّة. واشتهر المأمون باهتمامه بالعلوم الرائجة سواء كانت دينيّة أو غيرها، والسعي في نشرها.

وأمّا من أعقبهما فلم يحز القدرة الكافية على استمرار هذا الوضع، بحيث ضعفت سلطة الخلفاء العبّاسيّين تدريجيّاً، واستشرى نفوذ حاشيتهم وقادة جيوشهم، وظهرت دويلات تولّت الحكم بذاتها في بعض أنحاء الوطن الإسلاميّ.

وقد بدأت جذور هذه الظاهرة من عهد المعتصم (۲۱۸ ـ ۲۲۷ه)؛ إذ لم يعتمد على رجال البلاط وقادة الجيش في عهد أخيه المأمون الذين كان غالبيّتهم إمّا عرباً وإمّا إيرانيّين، فاستعان بالأتراك الداخلين إلى البلاط تحت عنوان أسرى حرب أو عبيد، واستخدمهم في قوّاته العسكريّة.۱

وتسبّب اعتماده المفرط عليهم ـ هو ومن تلاه ـ في أن يثبت بعض الأتراك في الجيش جدارتهم ولياقتهم ليتسلّموا مناصب عسكريّة وحكوميّة رفيعة، وعلى الرغم من إثبات وفائهم للعبّاسيّين، إلاّ أنّ نفوذهم المتفاقم جرّهم نحو التمرّد عليهم، بحيث أقدموا ـ وفقاً لإجراءات مخطّط لها ـ على قتل وحبس بعض الخلفاء العبّاسيّين، ومن ثمّ توهين حكمهم وسلطتهم السياسيّة.

وفيما يلي نقدّم عرضاً بأسماء الخلفاء العبّاسيّين الذين استلموا زمام الأُمور في هذه الفترة حتّى بداية الغيبة الصغرى.

1.. راجع: تاريخ اليعقوبي: ج ۴ ص ۴۷۱ وتاريخ الطبري: ج ۸ ص ۶۶۷ ودولت عبّاسيان بالفارسيّة: ص ۱۷۲.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14293
صفحه از 518
پرینت  ارسال به