33
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

لَها: نَرجِسُ، وكُنتُ اُرَبّيها من بَينِ الجَواري، ولا يَلي تَربِيَتَها غَيري، إذ دَخَلَ أبو مُحَمَّدٍ عليه‏السلام عَلَيَّ ذاتَ يَومٍ فَبَقِيَ يُلِحُّ النَّظَرَ إلَيها، فَقُلتُ: يا سَيِّدي، هَل لَكَ فيها مِن حاجَةٍ ؟ فَقالَ: إنّا مَعشَرَ الأَوصِياءِ لَسنا نَنظُرُ نَظَرَ ريبَةٍ۱، ولكِنّا نَنظُرُ تَعَجُّبا، إنَّ المَولودَ الكَريمَ عَلَى اللّه‏ِ يَكونُ مِنها. قالَت: قُلتُ: يا سَيِّدي، فَأَروحُ بِها إلَيكَ ؟ قالَ: اِستَأذِني أبي في ذلِكَ. فَصِرتُ إلى أخي عليه‏السلام، فَلَمّا دَخَلتُ عَلَيهِ تَبَسَّمَ ضاحِكا وقالَ:
يا حَكيمَةُ، جِئتِ تَستَأذِنيني في أمرِ الصَّبِيَّةِ ؟ ابعَثي بِها إلى أبي مُحَمَّدٍ، فَإِنَّ اللّه‏َ عز و جل يُحِبُّ أن يُشرِكَكِ في هذَا الأَمرِ.
فَزَيَّنتُها وبَعَثتُ بِها إلى أبي مُحَمَّدٍ عليه‏السلام، فَكُنتُ بَعدَ ذلِكَ إذا دَخَلتُ عَلَيها تَقومُ فَتُقَبِّلُ جَبهَتي فَاُقَبِّلُ رَأسَها، وتُقَبِّلُ يَدي فَاُقَبِّلُ رِجلَها، وتَمُدُّ يَدَها إلى خُفّي لِتَنزِعَهُ فَأَمنَعُها مِن ذلِكَ، فَاُقَبِّلُ يَدَها إجلالاً وإكراما لِلمَحَلِّ الَّذي أحَلَّهُ اللّه‏ُ تَعالى فيها.
فَمَكَثتُ بَعدَ ذلِكَ إلى أن مَضى أخي أبُوالحَسَنِ عليه‏السلام، فَدَخَلتُ عَلى أبي مُحَمَّدٍ عليه‏السلام ذاتَ يَومٍ فَقالَ: يا عَمَّتاه، إنَّ المَولودَ الكَريمَ عَلَى اللّه‏ِ ورَسولِهِ سَيولَدُ لَيلَتَنا هذِهِ. فَقُلتُ: يا سَيِّدي، في لَيلَتِنا هذِهِ ؟ قالَ: نَعَم. فَقُمتُ إلَى الجارِيَةِ فَقَلَّبتُها ظَهرا لِبَطنٍ، فَلَم أرَ بِها حَملاً، فَقُلتُ: يا سَيِّدي، لَيسَ بِها حَملٌ ! فَتَبَسَّمَ ضاحِكا وقالَ: يا عَمَّتاه، إنّا مَعاشِرَ الأَوصِياءِ لَيسَ يُحمَلُ بِنا فِي البُطونِ، ولكِنّا نُحمَلُ فِي الجُنوبِ.
فَلَمّا جَنَّ اللَّيلُ صِرتُ إلَيهِ، فَأَخَذَ أبو مُحَمَّدٍ عليه‏السلام مِحرابَهُ، فَأَخَذَت مِحرابَها فَلَم يَزالا يُحيِيانِ اللَّيلَ، وعَجَزتُ عَن ذلِكَ فَكُنتُ مَرَّةً أنامُ ومَرَّةً اُصَلّي إلى آخِرِ اللَّيلِ، فَسَمِعتُها آخِرَ اللَّيلِ فِي القُنوتِ لَمَّا انفَتَلَت مِنَ الوَترِ مُسَلِّمَةً، صاحَت: يا جارِيَةُ،

1.. الرِّيبَة : الشكّ ، والظِّنَّة ، والتُّهمة لسان العرب : ج ۱ ص ۴۴۲ «ريب» .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
32

اللّه‏ِ عز و جل شَأنا ومَنزِلَةً، وكُلُّ ما يَدَّعونَهُ حَقٌّ.
قالَ: فَعَجِبتُ مِن قَولِها وصَرَفتُهُ إلَى السُّخرِيَّةِ وَالهُزءِ، ولَم أسأَلها عَنِ الوَقتِ، غَيرَ أنّي أعلَمُ يَقينا أنّي غِبتُ عَنهُم في سَنَةِ نَيِّفٍ وخَمسينَ ومِئَتَينِ، ورَجَعتُ إلى سُرَّ مَن رَأى في وَقتِ أخبَرَتنِي العَجوزَةُ بِهذَا الخَبَرِ في سَنَةِ إحدى وثَمانينَ ومِئَتَينِ في وِزارَةِ عُبَيدِ اللّه‏ِ بنِ سُلَيمانَ لَمّا قَصَدتُهُ.
قالَ حَنظَلَةُ: فَدَعَوتُ بِأَبِي الفَرَجِ المُظَفَّرِ بنِ أحمَدَ، حَتّى سَمِعَ مَعي مِنهُ هذَا الخَبَرَ.۱

۳۴۷.كمال الدين: بِهذَا الإِسنادِ۲، عَن مُحَمَّدِ بنِ عُثمانَ العَمرِيِّ ـ قَدَّسَ اللّه‏ُ روحَهُ ـ أنَّهُ قالَ:
وُلِدَ السَّيِّدُ عليه‏السلام مَختونا، وسَمِعتُ حَكيمَةَ تَقولُ: لَم يُرَ بِاُمِّهِ دَمٌ في نِفاسها، وهكَذا سَبيلُ اُمَّهاتِ الأَئِمَّةِ عليهم‏السلام.۳

۳۴۸.دلائل الإمامة: أخبَرَني أبُو الحُسَينِ مُحَمَّدُ بنُ هارونَ، قالَ: حَدَّثَني أبي رضى‏الله‏عنه، قالَ: حَدَّثَنا أبو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بنُ هَمّامٍ، قالَ: حَدَّثَنا جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ جَعفَرٍ، عَن أبي نَعيمٍ، عَن مُحَمَّدِ بنِ القاسِمِ العَلَوِيِّ، قالَ:
دَخَلنا ـ جَماعَةٌ مِنَ العَلَوِيَّةِ ـ عَلى حَكيمَةَ بِنتِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ موسى عليهم‏السلام، فَقالَت: جِئتُم تَسأَلونَني عَن ميلادِ وَلِيِ اللّه‏ِ ؟ قُلنا: بَلى وَاللّه‏ِ.
قالَت: كانَ عِندِي البارِحَةَ وأَخبَرَني بِذلِكَ، وإنَّهُ كانَت عِندي صَبِيَّةٌ يُقالُ

1.. الغيبة للطوسيّ : ص ۲۴۰ ح ۲۰۸ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۲۰ ح ۲۸ .

2.. أي : محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيّ ، عن الحسن بن عليّ بن زكريّا ، عن محمّد بن خليلان ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن غياث بن اُسيد .

3.. كمال الدين : ص ۴۳۳ ح ۱۴ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۱۶ ح ۲۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14690
صفحه از 518
پرینت  ارسال به