۳. العدالة والوثاقة
يحتاج التمثيل المباشر أو بواسطةٍ للإمام عليهالسلام إلى اطمئنانه وعدالة الشخص ووثاقته، وبخاصّة فيمن يتولّون تمثيله في منطقة ما، وكذلك يستدعي أن يثقّ الناس والإمام عليهالسلام بمن يقوم بنقل الرسائل والأجوبة وتمثيل حلقة الوصل بينهما.
وفي بعض المراحل ـ والتي ذُكرت أحياناً باسم «فترات الحيرة» ـ كان الأمر الوحيد الذي تمكّن من اجتثاث جذور الشكوك وتنظيم الأُمور هو الأشخاص ونظام الوكالة.
فبعض الوكلاء ـ كالنوّاب الخاصّين ـ وثّقهم الإمام عليهالسلام بصراحة كقول الإمام العسكريّ عليهالسلام:
العَمرِيُّ وَابنُهُ ثِقَتانِ، فَما أدَّيا إلَيكَ عَنّي فَعَنّي يُؤدّيانِ.۱
وحتّى بعض الممثّلين الذين انحرفوا في النهاية عن جادّة الصواب، كانوا في أثناء نشاطاتهم في تنظيمات الوكالة على درجة من الاستقامة ونالوا ثقةَ الإمام عليهالسلام.۲
وأعلن الإمام المهديّ عليهالسلام في كلام عامّ ثقتَه بجميع ممثّلي نظام الوكالة، فقال:
لَيسَ فينا شَكٌّ ولا فيمَن يَقومُ مَقامَنا شَكٌّ.۳
واستناداً إلى تعميم الوثاقة الماليّة للوكلاء قَبِل كثيرٌ من علماء الرجال وثاقتهم لمجرّد حيازتهم لمنصب الوكالة، واعتبر الشيخ الطوسيّ۴ والعلاّمة الحلّي۵ والشيخ البهائيّ۶ والوحيد البهبهانيّ۷، اعتبروا التصريح أو الإشارة إلى كلّ من له الوكالة عن الإمام عليهالسلام
1.. راجع : ص ۳۶۴ (الفصل الثالث / النائب الثاني: محمّد بن عثمان)
2.. راجع: رجال الكشيّ : ج ۲ ص ۸۴۴ الرقم ۱۰۸۸.
3.. راجع: ج ۳ ص ۴۴ ح ۶۷۸.
4.. الغيبة للطوسيّ : ص ۲۰۹.
5.. رجال الطوسيّ : ص ۴.
6.. تنقيح المقال: ج ۱ ص ۲۱.
7.. المصدر السابق: ج ۱ ص ۲۱۰ ـ ۲۱۱.