301
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

الأعلى منزلة أو الإمام عليه‏السلام ذاته.

ويبدو أنّ تنصيب النائب الخاصّ والوكلاء النقباء يتمّ بتوقيع مباشر من الإمام عليه‏السلام، ويكتسب هذا الأمر أهمّية كبيرة إذا ما توفّي وكيل منطقة وحلّ محلّه وكيل جديد، فقد وصلتنا في هذا المجال أخبار تسترعي الانتباه في تنصيب أبي عليّ بن راشد بعد عليّ بن الحسين بن عبد ربّه وكيل الإمام في المدائن والمناطق المحيطة ببغداد۱، كما صدرت عدّة توقيعات في تنصيب إبراهيم بن عبده وكيلاً لمنطقة نيشابور، وتُصوِّر اختلاف الآراء في مناطق النفوذ الجغرافيّة للوكلاء في تلك المناطق.۲

خصائص الوكلاء

يتطلّب منصب الوكلاء وموظّفي نظام الوكالة ـ بصفتهم حلقة وصل بين الناس والإمام ـ أن تتوفّر فيهم خصائص أكثر من الآخرين، منها: العدالة، والثقة، والإدارة، والأمانة والسرّية، والوجاهة الاجتماعيّة، والاعتقاد بالعمل التنظيميّ، والخبرة، والانضباط، والالتزام بالنظام، والعلم، والقداسة، والورع، والتقوى وغيرها.

وواضح أنّ هذه السمات ليست على حدّ سواء لدى جميع العاملين، بل إنّ موقعهم ومنصبهم في النظام السالف يتدخّل في حيازتهم لصفات أعلى وأكمل. أمّا أهمّ خصائص أُولئك العاملين فيمكن توضيحها كالتالي:

۱. الخبرة والإدارة والحكمة

أُولى الخصائص وأهمّها للوكلاء النقباء والثانويّين للإمام عليه‏السلام هي الحكمة والخبرة وإدارة أُمور الشيعة في أجواء القمع السياسيّ السائدة في المجتمع الإسلاميّ، فاحتاجت المجموعة الشيعيّة في هذا الجوّ الملوّث والمشحون بالمخاطر إلى قادة يجتازون بهم هذه المرحلة

1.. راجع: رجال الكشيّ : ج ۲ ص ۷۹۹ الرقم ۹۹۱ ـ ۹۹۲.

2.. راجع: المصدر السابق: ج ۲ ص ۷۹۷ الرقم ۹۸۳ و ص ۸۴۸ الرقم ۱۰۸۹.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
300

تلغى ـ بأمر الإمام ـ حينما يشتدّ التضييق السياسيّ، وأحياناً يُمنع الأشخاص حتّى من مراجعة الوكلاء أيضاً.۱

هيكليّة نظام الوكالة

مصطلح نظام الوكالة هنا يوحي بأنّه تنظيم ذو مكوّنات منضبطة، ولكن لبدائيّة تلك المكوّنات لايمكن وصفه بأنّه منظّمة؛ لأنّ تعريف الأخيرة في المجال الإداريّ المعاصر لايشتمل على المكوّنات البدائيّة للمرحلة القديمة.

لنظام الوكالة منذ بدايته هيكل سهل وبسيط، ولكنّه بعد سنة ۲۰۰ه ـ وبخاصّة في مرحلة الإمامين الهادي والعسكريّ عليهماالسلام ـ أحرز تشكيلات تنظيميّة اعتلى الإمام قمّة هرمها، ويأتي من بعده نائبه الخاصّ، ثمّ الطبقة التالية من الوكلاء النقباء الذين يشمل نفوذهم مناطق واسعة؛ كمنطقة شمال إيران من الريّ إلى خراسان، ثمّ طبقة الوكلاء الثانويّين العاملين في المناطق النائية تحت إشراف الوكلاء النقباء، ووكلاء الطبقتين الأخيرتين مقيمون في مناطقهم، ويأتي وكلاء الأوقاف في طبقة الوكلاء الثانويّين، ويعملون في المناطق المشتملة على أموال الوقف.

وإضافة إلى الوكلاء المذكورين، يرسل رئيس التنظيم أحياناً ممثّلين عنه يتجوّلون في أماكن مختلفة لينقلوا إلى مركزه ما جُمع من أموال لدى الوكلاء ويسلّمونها إلى المركز المذكور، وأحياناً يذهب الوكلاء الثانويّون أو وكلاء الأوقاف بأنفسهم إلى مركز المنطقة، أو إلى بغداد مركز نظام الوكالة، وفي أحيان أُخرى يُرسل ممثّلون لنقل الأموال أو الرسائل.

ويدقّق أشخاصٌ مسؤلون ـ وأحياناً الإمام عليه‏السلام نفسه ـ عملَ الوكلاء النقباء والثانويّين ووكلاء الأوقاف، وينتهي ذلك في بعض الأحيان إلى استجوابهم وعتابهم. كما أنّ الخلافات بين الوكلاء في الطبقات الأدنى ـ وبخاصّة في المناطق المشتركة ـ يحلّها المسؤلون

1.. راجع: ج ۳ ص ۴۶ ح ۶۸۱ الكافي .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14281
صفحه از 518
پرینت  ارسال به