المجتمع، إضافة إلى وجود موارد من قبيل: الأوقاف والنذور والصدقات والهدايا والتبرّعات، إذ يشكّل مجموعها دخلاً وفيراً.
ومن ناحية ثانية تحتاج الإمامة أموالاً كثيرة لتوفير تكاليفها في سدّ حاجة فقراء الشيعة وأُسر الشهداء، وتأصيل هويّة النظام الشيعيّ، وغيرها ممّا يؤَّن بجمع الأموال من مناطق مختلفة، وهي مهمّة تبنّاها نظام الوكالة، وتولّى بأمر الإمام عليهالسلام توزيعها على الموارد المذكورة.
جاء في رسالة الإمام الحسن العسكريّ عليهالسلام إلى شيعة نيشابور:
وكلّ من قرأ كتابنا هذا من مواليّ من أهل بلدك، ومن هو بناحيتكم، ونزع عمّا هو عليه من الانحراف عن الحقّ: فيلؤدّ حقوقَنا إلى إبراهيم بن عبده، وليحمل ذلك إبراهيمُ بن عبده إلى الرازي رضىاللهعنه، أو إلى من يسمّي له الرازي، فإنّ ذلك عن أمري ورأيي إن شاء اللّه.۱
وجاء في توقيع صدر عن الإمام عليهالسلام يخاطب به وكيله في نيشابور بشأن تسليم الأموال إلى المسؤل عن نظام الوكالة:
فَلا تَخرُجَنَّ مِنَ البَلدَةِ حَتّى تَلقَى العَمرِيَّ رَضِيَ اللّهُ عَنهُ بِرِضايَ عَنهُ، وتُسَلِّمَ عَلَيهِ وتَعرِفَهُ ويَعرِفَكَ، فَإِنَّهُ الطّاهِرُ الأَمينُ العَفيفُ القَريبُ مِنّا وإلَينا، فَكُلُّ ما يُحمَلُ إلَينا مِن شَيءٍ مِنَ النَّواحي فَإلَيهِ المَسيرُ آخِرَ عُمُرِهِ لِيوصِلَ ذلكَ إلَينا.۲
ونظرا لهذا النهج فقد سلّم بعض تجّار قم أموالهم مباشرة إلى السفير الثاني محمّد بن عثمان.۳
والأموال المسلّمة إلى الوكلاء تمثّل أحياناً فرائض ماليّة؛ مثلما جاء في رسالة الإمام