الوكلاء الأوائل للإمام صاحب الزمان عليهالسلام هو كعمل مندوب مالي أو حلقة وصل ماليّة بين الأُمّة والإمام، ولهم واجبات في إطار ضيّق، ولكن مع تعاقب الأيّام واتّساع نظام الوكالة، اتّسع أيضاً نطاق وظائفهم وأعمالهم، ووصلت إلى ذروتها في مرحلة عثمان بن سعيد الوكيل الخاصّ بالإمام الحسن العسكريّ عليهالسلام، حيث تعيّنت وظائف عديدة للنظام المذكور. وبحثنا هذا يرصد جميع أعمال نظام الوكالة طوال مدّة نشاطه إضافة إلى المئتي عام من عمره.
إنّ أهمّ عمل لنظام الوكالة هو مدّ خطوط الاتّصال بين الشيعة والإمام عليهالسلام في المجالات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة والسياسيّة. وقد شُيّد هيكل النظام المذكور بحيث يمكنه تيسير الاتّصال بين الإمام عليهالسلام والشيعة دون قلق وخوف، وتلبية حاجات الشيعة من حضور الإمام عليهالسلام في المجتمع، ومساعدتهم في أداء الواجبات المعيّنة لهم، فتبنّى إيصال الرسائل الحاوية على أسئلة الشيعة وطلباتهم إلى الإمام عليهالسلام وإرجاع جوابه إليهم، مع درج توقيعه في نهاية السؤل وفي الورقة ذاتها؛ ولهذا اشتهر جواب الإمام باسم «التوقيع».۱
وتجمع أحياناً رسائل الشيعة بواسطة رسول متنقّل، وتُسلّم إلى مركز نظام الوكالة في مدينة بغداد.
وأُسلوب كتابة الرسائل هذا بدأ منذ عهد الإمام الصادق عليهالسلام، وشاع مع مرور الزمن حتّى غدا الوسيلة الوحيدة للتواصل في عهد الغيبة الصغرى بين الإمام وشيعته، ولهذا ازدادت نسبة رسائل الأئمّة عليهمالسلام إذا ما قورنت بمجموع أحاديثهم بتعاقب الأيّام، وبلغت قمّتها في مرحلة الغيبة الصغرى.
ويمكن درج أهمّ مجالات أداء مهامّ نظام الوكالة بالنحو الآتي:
۱. المجال الاقتصادي
ازدادت الواجبات الماليّة للشيعة في هذه المرحلة بسبب الرفاه الاقتصاديّ الذي عاشه