بعيداً عن أنظار موظّفي الدولة.
كما ازدادت أوقاف ناحية الإمامة في مناطق مختلفة، بحيث إنّ في بعض الأماكن ـ مثل مدينة قم ـ وُلّي صحابيّ كبير كأحمد بن إسحاق۱ مسؤليّة الأُمور الماليّة للأوقاف. فإدارة شؤن الأوقاف وتنظيمها تتمّ عن طريق نظام الوكالة أيضاً.
۵. ظهور الانحراف
من الآفات التي ظهرت في تاريخ الشيعة: استغلال المنزلة المقدّسة للأئمّة عليهمالسلام وادّعاء الاتّصال بهم. وقد أشار الإمام الرضا عليهالسلام إلى هذا الوبال وذكر عدداً من الضالّين الذين ادّعوا كذباً الارتباط بالأئمّة السابقين.۲
وتسبّب استغلال الغلاة في انحراف عدد من أتباع أُولئك الذين ادَعوا أنّهم على ارتباط مع الأئمّة، ولعن الإمام الصادق عليهالسلام بعضاً من أُولئك الأشخاص ووضّح ضلالتهم.۳
والمراحل اللاّحقة وفّرت أرضيّات أكثر خصباً لإزدياد هذه الدعوات الضالّة نتيجة للتوسعة التي طالت النفوس والمناطق الجغرافيّة، فكلّ شخص ـ وخاصّة من له مكانة اجتماعيّة ـ يمكنه أن يدّعي الاتّصال بالإمام عليهالسلام، والنتيجة بروز حالة لايمكن التحكّم بها، ولذلك ينبغي أن يُبدّل الاتّصال الاعتباطي غير المنتظم والمقيّد باتّصال منضبط منظّم وبوجوه وهوية معيّنة؛ لكي يجلب ثقة الناس ويزيل الشوائب المحتملة منه ومن المجتمع الشيعيّ.
ونظام الوكالة هو الجهة الوحيدة التي تصدّت للضلالة والانحرافات، فأوصلت مطالب المذهب إلى العلماء عن طريق آمن، وتمكّنت بجدارة من سدّ هذه الثغرة بما لها من منزلة ورفعة بين الناس، فمثلاً وصلتنا أخباركثيرة عن مناهضة نظام الوكالة لما ارتكبه