289
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

ب ـ مدينة قم والمناطق المحيطة بها، كمنطقة آوه، حيث عُرفت كمركز للشيعة، وهاجر إليها كثيرمنهم.

ج ـ منطقة خراسان التي ضمّت بمساحتها المترامية أعداداً وفيرة من الشيعة.

د ـ منطقة الجبال من مازندران إلى همدان، إذ تعدّ محلاًّ لاستقرار الشيعة.

ه ـ إضافة إلى ذلك ازداد الشيعة أيضاً في اليمن ومصر والبصرة.

والتصوير الجغرافيّ للمناطق المشار إليها يعكس انتشار الشيعة وتنوّعهم وفقاً لمناطقهم التي امتدّت من شمال خراسان الكبيرة إلى غرب إيران والعراق، وكذلك إلى اليمن في جنوب السعوديّة ومصر.۱

وواضح تعذّر الاتّصال المباشر بين الإمام عليه‏السلام وأعداد الشيعة الغفيرة في مناطق مختلفة، فبرزت حاجة ماسّة إلى أشخاص مؤمنين يشكّلون حلقة وصل بين الطرفين؛ ليلبّوا الحاجات العلميّة والاجتماعيّة والسياسيّة للشيعة، وينقلوا إليهم أوامر الإمام عليه‏السلام وإرشاداته.

۳. صعوبة الاتّصال المباشر بالإمام

أحسّ بنو العبّاس الذين انتزعوا السلطة بشعار الولاء لأهل البيت عليهم‏السلام بأنّ الأئمّة يشكّلون خطراً عليهم بالقوّة وأحياناً بالفعل، فاحتمال أن يلتفّ الناس حولهم ويزول الحكم العبّاسي ممكن في أيّ وقت، ولهذا ما أن استلم العبّاسيّون مقاليد الحكم حتّى اشتدّوا في التضييق على أئمّة أهل البيت عليهم‏السلام.

وازدادت ضغوط رجال الحكم عليهم منذ عهد المنصور الدوانيقيّ بعد سنة ۱۴۰ه، فشهدوا مداهمات ليليّة في بيوتهم، وأُلقي القبض عليهم أو على الأشخاص المرتبطين بهم،

1.. راجع: رجال الكشّي: ج ۲ ص ۴۷۴ و۴۸۲ و۵۶۷ و۶۰۵ و۶۲۴ و۷۹۴ و۷۹۹ و۸۰۹ و۸۳۳ و۸۷۱ والغيبة للطوسيّ : ص ۴۳۰ والخرائج والجرائح: ج ۱ ص ۳۲۸ والكافي: ج ۱ ص ۴۷۵ والمناقب لابن شهرآشوب: ج ۴ ص ۲۲۰.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
288

أهل البيت عليهم‏السلام وشيعتهم نتيجةً للتأثّر بعوامل سياسيّة وثقافيّة، منها: موت الحجّاج بن يوسف الثقفيّ، واستلام عمر بن عبد العزيز للحكم، والسماح بتدوين حديث رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وغيرها، وبعد سنة ۱۲۰ه بلغت أعدادهم حدّاً بحيث بدأ العبّاسيّون ثورتهم بشعار «الرضا من آل محمّد»؛ ليستقطبوا المزيد من المؤّدين في مناطق مختلفة.

وعلى الرغم من أنّ جميع محبّي أهل البيت عليهم‏السلام لا يعتبرون من الشيعة، ولكن حبّهم لهم وفّر أرضيّة مناسبة لتشيّعهم الاعتقاديّ. وفي تلك الأعوام وصل عدد تلامذة الإمام الصادق عليه‏السلام إلى أربعة آلاف شخص۱، فتعدّى بذلك حدود المقارنة بالمراحل السابقة.

وأسهم الانفتاح السياسيّ الناجم عن ضعف بني أُميّة، ونزاع الأُمويّين وبني العبّاس، وسقوط الدولة الأُمويّة، وعدم الاستقرار في بداية الحكم العبّاسيّ خلال السنوات ۱۲۰ ـ ۱۴۰ ه، أسهم كلّ ذلك في إتاحة فرصة مناسبة للعلماء والدعاة الشيعة، ولانتشار الفكر الشيعيّ الإماميّ في مختلف بقاع العالم الإسلاميّ.

۲. اتّساع المناطق السكنيّة للشيعة

تعتبر المدينة مهداً للتشيّع، وقد سكنها الشيعة الأوائل، غير أنّ مركزهم السكّانيّ تجلّى أكثر في الكوفة خلال القرن الهجريّ الأوّل، وعاشت أعداد قليلة منهم في اليمن والبصرة.

ومع قدوم القرن الهجريّ الثاني وازدياد نفوس الشيعة، ظهرت مناطق جديدة بصفتها مراكز شيعيّة تفصلها أحياناً مسافات شاسعة عن المدينة؛ مركز إقامة الإمام عليه‏السلام.

ومن أهمّ المناطق الحديثة:

أ ـ مدينة بغداد مركز الخلافة العبّاسيّة، ومنذ تأسيسها اكتسبت منطقة الكرخ فيها هوية شيعيّة، ونمت حتّى غدت موطناً لعشرات من علماء الشيعة؛ كهشام بن الحكم وابن أبي عمير وغيرهم.

1.. راجع: رجال الطوسيّ : ص ۱۵۵ ـ ۳۲۸.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14344
صفحه از 518
پرینت  ارسال به