ب ـ مدينة قم والمناطق المحيطة بها، كمنطقة آوه، حيث عُرفت كمركز للشيعة، وهاجر إليها كثيرمنهم.
ج ـ منطقة خراسان التي ضمّت بمساحتها المترامية أعداداً وفيرة من الشيعة.
د ـ منطقة الجبال من مازندران إلى همدان، إذ تعدّ محلاًّ لاستقرار الشيعة.
ه ـ إضافة إلى ذلك ازداد الشيعة أيضاً في اليمن ومصر والبصرة.
والتصوير الجغرافيّ للمناطق المشار إليها يعكس انتشار الشيعة وتنوّعهم وفقاً لمناطقهم التي امتدّت من شمال خراسان الكبيرة إلى غرب إيران والعراق، وكذلك إلى اليمن في جنوب السعوديّة ومصر.۱
وواضح تعذّر الاتّصال المباشر بين الإمام عليهالسلام وأعداد الشيعة الغفيرة في مناطق مختلفة، فبرزت حاجة ماسّة إلى أشخاص مؤمنين يشكّلون حلقة وصل بين الطرفين؛ ليلبّوا الحاجات العلميّة والاجتماعيّة والسياسيّة للشيعة، وينقلوا إليهم أوامر الإمام عليهالسلام وإرشاداته.
۳. صعوبة الاتّصال المباشر بالإمام
أحسّ بنو العبّاس الذين انتزعوا السلطة بشعار الولاء لأهل البيت عليهمالسلام بأنّ الأئمّة يشكّلون خطراً عليهم بالقوّة وأحياناً بالفعل، فاحتمال أن يلتفّ الناس حولهم ويزول الحكم العبّاسي ممكن في أيّ وقت، ولهذا ما أن استلم العبّاسيّون مقاليد الحكم حتّى اشتدّوا في التضييق على أئمّة أهل البيت عليهمالسلام.
وازدادت ضغوط رجال الحكم عليهم منذ عهد المنصور الدوانيقيّ بعد سنة ۱۴۰ه، فشهدوا مداهمات ليليّة في بيوتهم، وأُلقي القبض عليهم أو على الأشخاص المرتبطين بهم،