الفصل الاوّل: نظام الوكالة في عهد أئمّة أهل البيت علیهم السلام۱
اتّسمت العلاقة بين أئمّة أهل البيت عليهمالسلام وشيعتهم بالعمق والانضباط والمنهجيّة منذ بداية إمامة أمير المؤنين عليهالسلام، حيث تيسّر اتّصال الشيعة به لقلّتهم ومحدوديّة المدى الجغرافيّ لمناطقهم السكنيّة في القرن الأوّل الهجريّ.
وفي عهد الإمام الحسن إلى الإمام زين العابدين عليهماالسلام اتّصل أشخاص مؤّرون ـ من خواصّ المجتمع في كلّ قبيلة ومدينة ـ بالأئمّة عليهمالسلام، كما اتّصلوا بالتابعين لهم، واتّصل الشيعة أيضاً في موارد كثيرة بالإمام مباشرة أو بالمرتبطين به، وسألوه عن قضاياهم ومشاكلهم المعرفيّة والسياسيّة والاجتماعيّة. وتزداد وتيرة هذه الاتّصالات في موسم الحجّ وعند سفر المسلمين ـ ولاسيّما الشيعة ـ إلى مكّة والمدينة.
أمّا بيانات أئمّة أهل البيت عليهالسلام فتُبلّغ بالرسائل لأشخاص منتخبين من الأقوام والقبائل أو الخواصّ من كلّ مدينة أو بلد، وتنتشر عن طرقهم إلى مدن محدّدة يسكنها الشيعة.
ومن الموارد القليلة وغير المتعارفة في القرن الأوّل الهجري، إرسال مبعوث خاصّ عن الإمام الحسين عليهالسلام إلى الكوفة بمهمّة أنجزها مسلم بن عقيل الذي اتّصل بكبار الشيعة، وأسّس تنظيماً أوّلياً سرعان ما انهار وتلاشى؛ لنفوذ جواسيس ابن زياد في تشكيلاته.