فَقالَ ابنُ عَبَّاسٍ: مَن هُم؟ قالَ عليهالسلام:
أنَا وَأحَدَ عَشَرَ مِن صُلبي أئِمَّةٌ مُحَدَّثونَ.۱
وورد في تفسير القمّي عند الحديث عن الآية ۴ من سورة القدر:
تَنَزَّلُ المَلائِكةُ و روحُ القُدُسِ عَلى إمامِ الزَّمانِ، ويَدفَعونَ إلَيهِ ما قَد كتَبوهُ مِن هذِهِ الأُمورِ۲.۳
حاجة الفيض الإلهيّ إلى واسطة
يمكن أن يُطرح سؤال هنا، وهو: ما حاجة الفيض الإلهي إلى واسطة؟ ألا يستطيع اللّه عز و جل منح فيضه بدون واسطة كي يكون ضروريّاً على الإمام التوسّط لإيصال فيضه؟
الجواب: إنّ هذا السؤل كمن يستفهم في قوله: أيّ حاجة للّه سبحانه في خلق الشمس من أجل إيجاد الحرارة والضوء؟ ألا يمكنه أيجاد الضوء والحرارة بدون الشمس؟ وأيّ حاجة لنور الشمس وغذاء التربة من أجل تربية النباتات؟ وأيّ حاجة في خلق الأزواج من أجل بقاء الذرّيّة؟ و....
وجواب هذه الأسئلة جميعاً واحد وهو: أنّ السنّة الإلهيّة الثابتة في خلق العالم هي تحقّق كلّ ظاهرة عن طريق مجراها الطبيعيّ؛ لأنّ اللّه سبحانه يأبى أن تجري أُمور العالم إلاّ عن طريق الوسائط.۴
وقبول قانون العلّيّة من أساسه يعني أنّ نزول الفيض إنّما يكون عن طريق الأسباب والعلل، وبناء على هذا فكون الإنسان الكامل واسطة لنزول الفيض الإلهيّ لايضع العقل أمام أيّ مشكلة، بل يتطابق تماماً مع المبادئ العقلية.
1.. الكافي: ج۱ ص ۵۳۲ ح ۱۱، بحار الأنوار: ج ۹۷ ص ۱۵ ح ۲۵.
2.. تفسير القمّي: ج ۲ ص ۴۳۱، بحار الأنوار: ج ۹۷ ص ۱۴ ح ۲۳ وراجع شهر اللّه في الكتاب والسنّة: ص ۴۱۶ ح ۶۵۰.
3.. للاطّلاع على سائر الأحاديث الدالّة على هذا المعنى راجع شهر اللّه في الكتاب والسنّة: ص ۴۰۱ القسم الرابع : ليلة القدر / الفصل الأوّل : فضائلها وخصائصها .
4.. قال الإمام الصادق عليهالسلام: «أَبَى اللّهُ أن يُجرِي الأشياءَ إلاّ بِالأسبابِ» الكافي: ج ۱ ص ۱۸۳ ح ۷.