273
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

دون نزول العذاب المذكور، كما قال القرآن الكريم عن بركة وجود رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله:

«وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ».۱

وروى جابر بن يزيد الجعفيّ أنّه قال: قلت لأبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه‏السلام: لأيّ شيء يُحتاج إلى النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله والإمام؟ فقال:

لِبَقاءِ العالَمِ عَلى صَلاحِهِ؛ وذلِكَ أنَّ اللّه‏َ عز و جل يَرفَعُ العَذابَ عَن أهلِ الأَرضِ إذا كانَ فيها نَبِيٌّ أو إمامٌ، قالَ اللّه‏ُ عز و جل: «وَمَا كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ»، وَقالَ النَّبِيُّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: النُّجومُ أَمانٌ لِأهلِ السَّماءِ، وأَهلُ بَيتي أمانٌ لِأهلِ الأَرضِ، فَإِذا ذَهَبَتِ النُّجومُ أَتى أَهلَ السَّماءِ ما يَكرَهونَ، وإِذا ذَهَبَ أَهلُ بَيتي أَتى أَهلَ الأَرضِ ما يَكرَهونَ.۲

مثل هذه الأحاديث المبيّنة لدور الإمام ـ وهو الإنسان الكامل ـ في بقاء نظام العالم ونزول أنواع النعم وردّ أنواع البلايا التي تؤّي إلى فناء البشر، تعرب في الواقع عن بركات وجود الإمام وحجّة اللّه‏ على الناس أجمعين.

۵. دور الشمس خلف السحاب

إضافة إلى الأحاديث المذكورة، شبّهت بعض الأحاديث بركات وجود الإمام الغائب ببركات الشمس خلف السحاب، وأشارت إلى أنواع البركات العامّة لوجود الإمام، مثل الحديث الذي يسأل فيه سليمان بن مهران الإمام الصادق عليه‏السلام: فكيف ينتفع الناس بالحجّة الغائب المستور؟ فأجاب الإمام:

كَما يَنتَفِعونَ بِالشَّمسِ إذا سَتَرَهَا السَّحابُ.۳

أو كما جاء في حديث آخر عن الإمام المهديّ عليه‏السلام حيث قال:

1.. سورة الأنفال: الآية ۳۳.

2.. راجع: ج ۱ ص ۲۲۸ ح ۶۵.

3.. راجع: ص ۲۶۷ ح ۶۰۳.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
272

الأحاديث المعتبرة، فقد روى الشيخ الصدوق عن الإمام عليّ عليه‏السلام أنّ رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله أجاب عن سؤل: من هم الأئمّة من بعدك؟ فأشار إلى أنّهم بعدد الأشهر، ووضع يده على رأس الإمام عليّ عليه‏السلام وقال:

أوَّلُهُم هذا وَآخِرُهُمُ المَهدِيُّ... بِهِم يَحفَظُ اللّه‏ُ عز و جل دينَهُ، وَبِهِم يَعمُرُ بِلادَهُ، وبِهِم يَرزُقُ عِبادَهُ، وبِهِم يُنَزِّلُ القَطرَ مِنَ السَّماءِ، وبِهِم يُخرِجُ بَرَكاتِ الأَرضِ، هؤلاءِ أصفِيائي وخُلَفائي، وأَئِمَّةُ المُسلِمينَ ومَوالِي المُؤِنينَ.۱

يُفصح هذا الحديث وأمثاله بجلاء عن دور الإنسان الكامل في حيازة جميع البشر لأنواع البركات والنعم الإلهيّة.

۴. أمان لأهل الأرض

أهل البيت عليهم‏السلام أمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء، ولو خلت الإرض من أهل بيتِ الوحي يوماً لهلك الناس، قال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله:

مَثَلُ أهلِ بَيتي كَمَثَلِ نُجومِ السَّماءِ؛ فَهُم أمانٌ لِأَهلِ الأرضِ كَما أنَّ النُّجومَ أمانٌ لِأَهلِ السَّماءِ، فَإذا ذَهَبتِ النُّجومُ طُوِيتِ السَّماءُ، وإذا ذَهَبَ أهلُ بَيتي خَرِبَتِ الأرضُ وهَلَكَ العِبادُ.۲

وروي أيضاً عن الإمام المهديّ عليه‏السلام أنّه قال:

وإنّي لَأَمانٌ لِأَهلِ الأَرضِ كَما أنَّ النُّجومَ أمانٌ لِأَهلِ السَّماءِ.۳

وظاهر ما يقصده أنّ العقاب التكوينيّ لبعض جرائم البشر على الأرض هو عذاب الاستئصال وإبادة أهلها، ولكنّ حياة الإنسان الكامل كالنبيّ والإمام على الأرض تحول

1.. راجع: ص ۲۶۶ ح ۶۰۱.

2.. كتاب المعتبر في شرح المختصر: ج ۱ ص ۲۳.

3.. راجع: ص ۲۶۳ ح ۵۹۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14177
صفحه از 518
پرینت  ارسال به