الأحاديث المعتبرة، فقد روى الشيخ الصدوق عن الإمام عليّ عليهالسلام أنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآله أجاب عن سؤل: من هم الأئمّة من بعدك؟ فأشار إلى أنّهم بعدد الأشهر، ووضع يده على رأس الإمام عليّ عليهالسلام وقال:
أوَّلُهُم هذا وَآخِرُهُمُ المَهدِيُّ... بِهِم يَحفَظُ اللّهُ عز و جل دينَهُ، وَبِهِم يَعمُرُ بِلادَهُ، وبِهِم يَرزُقُ عِبادَهُ، وبِهِم يُنَزِّلُ القَطرَ مِنَ السَّماءِ، وبِهِم يُخرِجُ بَرَكاتِ الأَرضِ، هؤلاءِ أصفِيائي وخُلَفائي، وأَئِمَّةُ المُسلِمينَ ومَوالِي المُؤِنينَ.۱
يُفصح هذا الحديث وأمثاله بجلاء عن دور الإنسان الكامل في حيازة جميع البشر لأنواع البركات والنعم الإلهيّة.
۴. أمان لأهل الأرض
أهل البيت عليهمالسلام أمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء، ولو خلت الإرض من أهل بيتِ الوحي يوماً لهلك الناس، قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله:
مَثَلُ أهلِ بَيتي كَمَثَلِ نُجومِ السَّماءِ؛ فَهُم أمانٌ لِأَهلِ الأرضِ كَما أنَّ النُّجومَ أمانٌ لِأَهلِ السَّماءِ، فَإذا ذَهَبتِ النُّجومُ طُوِيتِ السَّماءُ، وإذا ذَهَبَ أهلُ بَيتي خَرِبَتِ الأرضُ وهَلَكَ العِبادُ.۲
وروي أيضاً عن الإمام المهديّ عليهالسلام أنّه قال:
وإنّي لَأَمانٌ لِأَهلِ الأَرضِ كَما أنَّ النُّجومَ أمانٌ لِأَهلِ السَّماءِ.۳
وظاهر ما يقصده أنّ العقاب التكوينيّ لبعض جرائم البشر على الأرض هو عذاب الاستئصال وإبادة أهلها، ولكنّ حياة الإنسان الكامل كالنبيّ والإمام على الأرض تحول