271
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

أوّلاً: البركات العامّة لوجود الإمام

البركات العامّة هي فوائد وجود الإنسان الكامل لعموم البشر، بل لنظام الخلقة. والبركات العامّة لوجود الإمام أو الإنسان الكامل في أحاديث أهل البيت عليهم‏السلام هي:

۱. بقاء نظام الأرض

صرّحت أحاديث صحيحة ومعتبرة ومستفيضة عن أهل البيت عليهم‏السلام بأنّه بدون إمام ظاهر أو باطن سينهار نظام الأرض، قال الإمام الباقر عليه‏السلام في هذا الصدد:

لا تَبقَى الأَرضُ بِغَيرِ إمامٍ ظاهِرٍ أو باطِنٍ.۱

وقال الإمام الصادق عليه‏السلام:

لَو بَقِيَتِ الأَرضُ بِغَيرِ إمامٍ ساعَةً لَساخَت.۲

۲. بقاء نظام العالم

جاء في حديث صحيح للإمام الصادق عليه‏السلام في الحديث القدسي:

لَو لَم يَكن مِن خَلقي فِي الأَرضِ فيما بَينَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ إلاّ مُؤِنٌ واحِدٌ مَعَ إمامٍ عادِلٍ، لاَستَغنَيتُ بِعِبادَتِهِما عَن جَميعِ ما خَلَقتُ في أرضي، وَلَقامَت سَبعُ سَماواتٍ وَأَرَضينَ بِهِما.۳

وهذا يعني أنّ وجود الإمام والإنسان الكامل ليس ضروريّاً لاستمرار بقاء الأرض فحسب، بل إنّ قوام نظام العالم ومادّته مرتبط به.

۳. نزول أنواع النعم

تتنزّل كثير من النعم الإلهيّة على المجتمع بتوسّط أهل البيت عليهم‏السلام استناداً إلى كثير من

1.. راجع: ص ۲۴۹ ح ۵۶۳.

2.. راجع: ص ۲۵۱ ح ۵۶۷.

3.. راجع: ص ۲۴۹ ح ۵۶۴.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
270

موضوعيّة، ويريد أن يبحث على هذا الأساس الحكمة من وجود الإمام الغائب أو طول عمره؛ وأمّا الحديث عن مثل تلك القضايا مع من تحوم في ذهنه شبهة حول التوحيد والنبوّة أو لم يسلّم بالإمامة، فلن يصل إلى طريق مفتوح.

ويمكن تقديم جوابين ـ أحدهما إجماليّ والآخر تفصيليّ ـ للسؤل عن الفائدة من الإمام الغائب، استناداً إلى الأمر السابق وبالتمعّن في أحاديث أهل البيت عليهم‏السلام:

الجواب الإجماليّ عن السؤل المذكور هو أنّ هذا النوع من الأسئلة ناشئ من عدم الاطّلاع على الأُصول المحكمة لشيعة أهل البيت عليهم‏السلام في موضوع الإمامة؛ إذ أنّ الأدلّة القاطعة۱ تثبت عدم انحصار الحكمة من وجود الإمام في الإمامة والقيادة، بل الإمام إنسان كامل، وخليفة اللّه‏، وأساس نظام الوجود، وقائد الهداية الروحيّة للبشر المؤّلين لو توفّرت الأرضيّة الاجتماعية لذلك، إضافة إلى قيادته الظاهريّة للمجتمع.

وبعبارة أُخرى: الإمام إنسان كامل له ولاية تشريعيّة وتكوينيّة، وفي حالة غيبته أو وجود ما يحول دون استفادة المجتمع من ولايته التشريعيّة، فلن يحول شيء دون استفادة المجتمع البشريّ منه، بل كلّ نظام الوجود من فيض ولايته التكوينيّة.

أمّا الجواب التفصيلي فنقول: إنّ لوجود الإمام حكمة باطنيّة تكوينيّة، إضافة إلى الحكمة الظاهريّة التشريعيّة ـ هي القيادة العلميّة والأخلاقيّة والعمليّة والسياسيّة ـ استناداً للأحاديث السالفة في الفصل الثالث۲، ولهذا يُطلق على الإمام لقب «النعمة الباطنيّة». ومن جهة أُخرى؛ فإن ضرورة استمرار هذه الحكمة التكوينيّة والنعمة الباطنيّة تستوحب دائماً وجود الإنسان الكامل ـ الذي هو خليفة اللّه‏ ـ منذ بداية خلق الإنسان حتّى يوم القيامة وزوال العالم.

والبركات التكوينيّة لوجود الإمام نوعان: عامّة وخاصّة.

1.. راجع: موسوعة معارف الكتاب والسنّة: ج ۴ ص ۱۶۳ الفصل الرابع: حكمة الإمامة .

2.. راجع : ص ۲۵۷ (النعمة الباطنة والهداية الباطنية).

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14609
صفحه از 518
پرینت  ارسال به