أتَخافُ عَلَيَّ النِّسيانَ ؟ فَقالَ: لَستُ أخافُ عَلَيكَ النِّسيانَ، وقَد دَعَوتُ اللّهَ لَكَ أن يُحَفِّظَكَ ولا يُنَسِّيَكَ، ولكِنِ اكتُب لِشُرَكائِكَ، قالَ: قُلتُ: ومَن شُرَكائي يا نَبِيَّ اللّهِ ؟
قالَ: الأَئِمَّةُ مِن وُلدِكَ، بِهِم تُسقى اُمَّتِي الغَيثَ۱، وبِهِم يُستَجابُ دُعاؤهُم، وبِهِم يَصرِفُ اللّهُ عَنهُمُ البَلاءَ، وبِهِم تَنزِلُ الرَّحمَةُ مِنَ السَّماءِ، وهذا أوَّلُهُم، وأَومَأَ بِيَدِهِ إلَى الحَسَنِ عليهالسلام، ثُمَّ أومَأَ بِيَدِهِ إلَى الحُسَينِ عليهالسلام ثُمَّ قالَ عليهالسلام: الأَئِمَّةُ مِن وُلدِهِ.۲
۶۰۰.التوحيد: أبي رحمهالله، قالَ: حَدَّثَنا سَعدُ بنُ عَبدِ اللّهِ، قالَ: حَدَّثَنا أحمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عيسى، عَنِ الحُسَينِ بنِ سَعيدٍ، عَن فَضالَةَ بنِ أيّوبَ، عَن أبانِ بنِ عُثمانَ، عَن مُحَمَّدِ بنِ مُسلِمٍ، قالَ: سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّهِ عليهالسلام يَقولُ:
إنَّ للّهِِ عز و جل خَلقا مِن رَحمَتِهِ، خَلَقَهُم مِن نورِهِ ورَحمَتِهِ، مِن رَحمَتِهِ لِرَحمَتِهِ۳، فَهُم عَينُ اللّهِ النّاظِرَةُ، واُذُنُهُ السّامِعَةُ، ولِسانُهُ النّاطِقُ في خَلقِهِ بِإِذنِهِ، واُمَناؤُهُ عَلى ما أنزَلَ مِن عُذرٍ أو نُذرٍ أو حُجَّةٍ، فَبِهِم يَمحُو السَّيِّئاتِ، وبِهِم يَدفَعُ الضَّيمَ۴، وبِهِم يُنزِلُ الرَّحمَةَ، وبِهِم يُحيي مَيِّتا، وبِهِم يُميتُ حَيّا، وبِهِم يَبتَلي خَلقَهُ، وبِهِم يَقضي في خَلقِهِ قَضِيَّتَهُ.
قُلتُ: جُعِلتُ فِداكَ مَن هؤُلاءِ ؟ قالَ: الأَوصِياءُ.۵
۶۰۱.كمال الدين: حَدَّثَنا عَلِيُّ بنُ أحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ أحمَدَ بنِ أبي عَبدِ اللّهِ البَرقِيِّ، عَن أبيهِ، عَن جَدِّهِ أحمَدَ بنِ أبي عَبدِ اللّهِ، عَن أبيهِ مُحَمَّدِ بنِ خالِدٍ، عَن مُحَمَّدِ بنِ داودَ عَن مُحَمَّدِ بنِ الجارودِ العَبدِيِّ، عَنِ الأَصبَغِ بنِ
1.. الغيثُ : المطر (المصباح المنير : ص ۴۵۸ «غيث») .
2.. كمال الدين : ص ۲۰۶ ح ۲۱ بسند موثّق ، علل الشرائع : ص ۲۰۸ ح ۸ ، الإمامة و التبصرة : ص ۱۸۳ ح ۳۸ ، الأمالي للصدوق : ص ۴۸۵ ح ۶۵۹ ، بحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۲۳۲ ح ۱۴ .
3.. في معاني الأخبار : «خلقا خلقهم من نوره ، ورحمة من رحمته لرحمته ، فهم . . .» .
4.. الضَّيمُ : الظلمُ ( الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۷۳ « ضيم » ) .
5.. التوحيد : ص ۱۶۷ ح ۱ بسند صحيح ، معاني الأخبار : ص ۱۶ ح ۱۰ ، بحار الأنوار : ج ۲۶ ص ۲۴۰ ح ۲ .