ويَقولُ عليهالسلام في هذِهِ الخُطبَةِ في مَوضِعٍ آخَرَ: فيمَن۱ هذا ؟ ولِهذا يَأرِزُ۲ العِلمُ إذا لَم يوجَد لَهُ حَمَلَةٌ يَحفَظونَهُ ويَروونَهُ كَما سَمِعوهُ مِنَ العُلَماءِ، ويَصدُقونَ عَلَيهِم فيهِ، اللّهُمَّ فَإِنّي لَأَعلَمُ أنَّ العِلمَ لا يَأرِزُ كُلُّهُ ولا يَنقَطِعُ مَوادُّهُ، وإنَّكَ لا تُخلي أرضَكَ مِن حُجَّةٍ لَكَ عَلى خَلقِكَ، ظاهِرٍ لَيسَ بِالمُطاعِ، أو خائِفٍ مَغمورٍ ؛ كَي لا تَبطُلَ حُجَّتُكَ، ولا يَضِلَّ أولِياؤُكَ بَعدَ إذ هَدَيتَهُم، بَل أينَ هُم ؟ وكَم هُم ؟ اُولئِكَ الأَقَلّونَ عَدَدا، الأَعظَمونَ عِندَ اللّهِ قَدرا.۳
۵۹۰.كمال الدين: حَدَّثَنا أبي رضىاللهعنه، قالَ: حَدَّثَنا سَعدُ بنُ عَبدِ اللّهِ، قالَ: حَدَّثَنا هارونُ بنُ مُسلِمٍ، عَن سَعدانَ، عَن مَسعَدَةَ بنِ صَدَقَةَ، عَن أبي عَبدِ اللّهِ، عَن آبائِهِ، عَن عَلِيٍّ عليهمالسلام، أنَّهُ قالَ في خُطبَةٍ لَهُ عَلى مِنبَرِ الكوفَةِ:
اللّهُمَّ إنَّهُ لا بُدَّ لِأَرضِكَ مِن حُجَّةٍ لَكَ عَلى خَلقِكَ، يَهديهِم إلى دينِكَ، ويُعَلِّمُهُم عِلمَكَ ؛ لِئَلاّ تَبطُلَ حُجَّتُكَ، ولا يَضِلَّ أتباعُ أولِيائِكَ بَعدَ إذ هَدَيتَهُم بِهِ، إمّا ظاهِرٌ لَيسَ بِالمُطاعِ أو مُكتَتَمٌ مُتَرَقَّبٌ، إن غابَ عَنِ النّاسِ شَخصُهُ في حالِ هِدايَتِهِم۴، فَإِنَّ عِلمَهُ وآدابَهُ في قُلوبِ المُؤمِنينَ مُثبَتَةٌ، فَهُم بِها عامِلونَ.۵
۵۹۱.كمال الدين: حَدَّثَنا أبي ومُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ رَضِيَ اللّهُ عَنهُما، قالا: حَدَّثَنا سَعدُ بنُ عَبدِ اللّهِ، عَن أحمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عيسى ومُحَمَّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ أبِي الخَطّابِ وَالهَيثَمِ بنِ أبي مَسروقٍ النَّهدِيِّ، عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبوبٍ، عَن هِشامِ بنِ سالِمٍ، عَن
1.. في الغيبة للنعماني و بحار الأنوار : «فمن» بدل «فيمن» .
2.. يأرز : أي ينضمّ ويجتمع بعضه الى بعض مجمع البحرين : ج ۱ ص ۳۸ « أرز » .
3.. الكافي : ج ۱ ص ۳۳۹ ح ۱۳ ، الغيبة للنعماني : ص ۱۳۶ ح ۲ ، بحار الأنوار : ج ۲۳ ص ۵۴ ح ۱۱۶ .
4.. في بحار الأنوار : «هدنتهم» بدل «هدايتهم» .
5.. كمال الدين : ص ۳۰۲ ح ۱۱ ، دلائل الإمامة : ص ۵۳۰ ح ۵۰۵ ، بحار الأنوار : ج ۲۳ ص ۴۹ ح ۹۴ .