ولا مجدياً لمن لم يرتضِ الإسلام أو أُصول الإمامة والقيادة في هذا المذهب، فعندها ينبغي بدايةً إثبات حقّانية الإسلام ثمّ أُصول الإمامة في هذا المذهب وبعدها يتمّ بيان الحكمة من غيبة الإمام.
وبناء عليه، فمخاطبنا في هذا البحث من يُذعن بأُسس الإمامة وفقاً لمذهب أهل البيت عليهمالسلام. وسنجيب عن الشبهات العقليّة أو النقليّة للآخرين على مدّعانا إن وجدت استناداً إلى هذا المبنى والأصل الموضوعيّ.
والآن سنشرع بهذا البحث مع مراعاة نطاقه في شرح الحكمة من غيبة الإمام المهديّ عليهالسلام من منظار أهل البيت عليهمالسلام.
ثلاث ملاحظات مهمّة لبيان الحكمة من الغيبة
ينبغي الالتفات إلى ثلاث ملاحظات مهمّة لبيان الحكمة من غيبة الإمام المهديّ عليهالسلام، نذكرها فيما يلي:
۱. عالميّة الإسلام في المستقبل
ينظر القرآن الكريم إلى الإسلام على أنّه دين سيغطّي جميع بقاع العالم، ويتغلّب على جميع الأديان في المستقبل، وأنّ ذلك أمر ضروريّ وقطعيّ ولا مفرّ منه، كما صرّحت بذلك ثلاث آيات قرآنية:
«هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ».۱
وأعلن القرآن الكريم بصراحة أنّ اللّه عز و جل وعد الناس في كتاب الزبور بأنّ الصالحين سيحكمون الأرض في يوم ٍ ما، بقوله:
«وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ».۲