بيان الحكمة من غيبة الإمام المهديّ علیه السلام
إنّ تحقّق الفلسفة الاجتماعيّة للإمامة والقيادة مرهون بلا شكّ بحضور الإمام والقائد في المجتمع، وحيال الغيبة الطويلة للإمام المهديّ عليهالسلام يتبادر إلى الذهن السؤلان الآتيان:
الأوّل: ما الحكمة من غيبته؟
الثاني: ما هو تأثير الإمام الغائب في المجتمع، وما هي فائدته منه؟
تردّد هذان السؤلان بين شيعة أهل البيت عليهمالسلام حتّى قبل ولادة الإمام المهديّ عليهالسلام، ولاسيّما في عصر الصادِقَين عليهماالسلام، ووفّرت أجوبةُ الأئمّة عليهمالسلام أرضيّةً خصبة لتأليف عدّة كتب من قبيل: الغيبة للنعمانيّ، والغيبة للطوسيّ، وكمال الدين.
والمخالفون للمذهب الشيعيّ في تهجّماتهم عليه خلال السنوات الأخيرة، طرحوا شبهات مختلفة في هذا المجال تمتدّ جذورها إلى ذينك السؤلين.
وبناء عليه تكتسب الإجابة الدقيقة عنهما أهمّية كبيرة في هذه الموسوعة، وسنجيب هنا عن السؤل الأوّل، ونرجئ الإجابة عن السؤل الثاني إلى الفصل الثالث.۱
نطاق البحث
يجب الالتفات قبل البدء بهذا البحث إلى أنّ بيان الحكمة من غيبة الإمام ليس ممكناً