243
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

بيان الحكمة من غيبة الإمام المهديّ علیه السلام

إنّ تحقّق الفلسفة الاجتماعيّة للإمامة والقيادة مرهون بلا شكّ بحضور الإمام والقائد في المجتمع، وحيال الغيبة الطويلة للإمام المهديّ عليه‏السلام يتبادر إلى الذهن السؤلان الآتيان:

الأوّل: ما الحكمة من غيبته؟

الثاني: ما هو تأثير الإمام الغائب في المجتمع، وما هي فائدته منه؟

تردّد هذان السؤلان بين شيعة أهل البيت عليهم‏السلام حتّى قبل ولادة الإمام المهديّ عليه‏السلام، ولاسيّما في عصر الصادِقَين عليهماالسلام، ووفّرت أجوبةُ الأئمّة عليهم‏السلام أرضيّةً خصبة لتأليف عدّة كتب من قبيل: الغيبة للنعمانيّ، والغيبة للطوسيّ، وكمال الدين.

والمخالفون للمذهب الشيعيّ في تهجّماتهم عليه خلال السنوات الأخيرة، طرحوا شبهات مختلفة في هذا المجال تمتدّ جذورها إلى ذينك السؤلين.

وبناء عليه تكتسب الإجابة الدقيقة عنهما أهمّية كبيرة في هذه الموسوعة، وسنجيب هنا عن السؤل الأوّل، ونرجئ الإجابة عن السؤل الثاني إلى الفصل الثالث.۱

نطاق البحث

يجب الالتفات قبل البدء بهذا البحث إلى أنّ بيان الحكمة من غيبة الإمام ليس ممكناً

1.. راجع: ص ۲۶۹ (الفصل الثالث / بيان بركات الإمام الغائب).


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
242

جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَسعودٍ، عَن أبيهِ، عَن عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ، عَن أحمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الحَسَنِ بنِ مَحبوبٍ، عَن إبراهيمَ الكَرخِيِّ، قالَ:
قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام ـ أو قالَ لَهُ رَجُلٌ ـ: أصلَحَكَ اللّه‏ُ، ألَم يَكُن عَلِيٌّ عليه‏السلام قَوِيّا في دينِ اللّه‏ِ عز و جل ؟ قالَ: بَلى، قالَ: فَكَيفَ ظَهَرَ عَلَيهِ القَومُ ؟ وكَيفَ لَم يَدفَعهُم ؟ وما يَمنَعُهُ مِن ذلِكَ ؟ قالَ: آيَةٌ في كِتابِ اللّه‏ِ عز و جل مَنَعَتهُ. قالَ: قُلتُ: وأَيَّةُ آيَةٍ هِيَ ؟ قالَ: قَولُهُ عز و جل: «لَوْ تَزَيَّلُواْ لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا».
إنَّهُ كانَ للّه‏ِِ عز و جل وَدائِعُ مُؤمِنونَ في أصلابِ قَومٍ كافِرينَ ومُنافِقينَ، فَلَم يَكُن عَلِيٌ عليه‏السلام لِيَقتُلَ الآباءَ حَتّى يَخرُجَ الوَدائِعُ، فَلَمّا خَرَجَتِ الوَدائِعُ ظَهَرَ عَلى مَن ظَهَرَ فَقاتَلَهُ. وكَذلِكَ قائِمُنا أهلَ البَيتِ، لَن يَظهَرَ أبَدا حَتّى تَظهَرَ وَدائِعُ اللّه‏ِ عز و جل، فَإِذا ظَهَرَت ظَهَرَ عَلى مَن يَظهَرُ فَقَتَلَهُ.۱

1.. كمال الدين : ص ۶۴۱ ، علل الشرائع : ص ۱۴۷ ح ۳ ، بحار الأنوار : ج ۲۹ ص ۴۳۶ ح ۲۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14260
صفحه از 518
پرینت  ارسال به