229
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

فَقالَ أحمَدُ بنُ إسحاقَ: فَقُلتُ لَهُ: يا مَولايَ، فَهَل مِن عَلامَةٍ يَطمَئِنُّ إلَيها قَلبي ؟
فَنَطَقَ الغُلامُ عليه‏السلام بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ فَصيحٍ فَقالَ: أنَا بَقِيَّةُ اللّه‏ِ في أرضِهِ، وَالمُنتَقِمُ مِن أعدائِهِ، فَلا تَطلُب أثَرا بَعدَ عَينٍ يا أحمَدَ بنَ إسحاقَ.
فَقالَ أحمَدُ بنُ إسحاقَ: فَخَرَجتُ مَسرورا فَرِحا، فَلَمّا كانَ مِنَ الغَدِ عُدتُ إلَيهِ فَقُلتُ لَهُ: يَابنَ رَسولِ اللّه‏ِ، لَقَد عَظُمَ سُروري بِما مَنَنتَ (بِهِ) عَلَيَّ، فَمَا السُّنَّةُ الجارِيَةُ فيهِ مِنَ الخِضرِ وذِي القَرنَينِ ؟ فَقالَ: طولُ الغَيبَةِ يا أحمَدُ. قُلتُ: يَابنَ رَسولِ اللّه‏ِ، وإنَّ غَيبَتَهُ لَتَطولُ ؟ قالَ: إي ورَبّي حَتّى يَرجِعَ عَن هذَا الأَمرِ أكثَرُ القائِلينَ بِهِ، ولا يَبقى إلاّ مَن أخَذَ اللّه‏ُ عز و جل عَهدَهُ لِوَلايَتِنا، وكَتَبَ في قَلبِهِ الإِيمانَ، وأَيَّدَهُ بِروحٍ مِنهُ.
يا أحمَدَ بنَ إسحاقَ، هذا أمرٌ مِن أمرِ اللّه‏ِ، وسِرٌّ مِن سِرِّ اللّه‏ِ، وغَيبٌ مِن غَيبِ اللّه‏ِ، فَخُذ ما آتَيتُكَ وَاكتُمهُ وكُن مِنَ الشّاكِرينَ، تَكُن مَعَنا غَدا في عِلِّيّينَ.
قال مصنّف هذا الكتاب رضى‏الله‏عنه: لم أسمع بهذا الحديث إلاّ من عليّ بن عبد اللّه‏ الورّاق، وجدت بخطّه مثبتا، فسألته عنه فرواه لي عن سعد بن عبد اللّه‏، عن أحمد بن إسحاق رضى‏الله‏عنهكما ذكرته.۱

۵۳۶.كمال الدين: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ موسَى بنِ المُتَوَكِّلِ رضى‏الله‏عنه، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ أبي عَبدِ اللّه‏ِ الكوفِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ إسماعيلَ البَرمَكِيُّ، عَن عَلِيِّ بنِ عُثمانَ، عَن مُحَمَّدِ بنِ الفُراتِ، عَن ثابِتِ بنِ دينارٍ، عَن سَعيدِ بنِ جُبَيرٍ، عَنِ ابنِ عَبّاسٍ، قالَ: قالَ رَسولُ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله:
إنَّ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ إمامُ اُمَّتي، وخَليفَتي عَلَيها مِن بَعدي، ومِن وُلدِهِ القائِمُ المُنتَظَرُ الَّذي يَملَأُ اللّه‏ُ بِهِ الأَرضَ عَدلاً وقِسطا كَما مُلِئَت جَورا وظُلما. وَالَّذي بَعَثَني

1.. كمال الدين : ص ۳۸۴ ح ۱ بسند معتبر ، إعلام الورى : ج ۲ ص ۲۴۸ ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۲۳ ح ۱۶ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
228

اللّه‏ِ، ومَتى عَلِمنا أنَّهُ عز و جل حَكيمٌ صَدَّقنا بِأَنَّ أفعالَهُ كُلَّها حِكمَةٌ، وإن كانَ وَجهُها غَيرَ مُنكَشِفٍ لَنا.۱

۵۳۵.كمال الدين: حَدَّثَنا عَلِيُّ بنُ عَبدِ اللّه‏ِ الوَرّاقُ، قالَ: حَدَّثَنا سَعدُ بنُ عَبدِ اللّه‏ِ، عَن أحمَدَ بنِ إسحاقَ بنِ سَعدٍ الأَشعَرِيِّ۲، قالَ:
دَخَلتُ عَلى أبي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍ عليه‏السلام وأَنَا اُريدُ أن أسأَلَهُ عَنِ الخَلَفِ (مِن) بَعدِهِ، فَقالَ لي مُبتَدِئا: يا أحمَدَ بنَ إسحاقَ، إنَّ اللّه‏َ تَبارَكَ وتَعالى لَم يُخلِ الأَرضَ مُنذُ خَلَقَ آدَمَ عليه‏السلام، ولا يُخليها إلى أن تَقومَ السّاعَةُ مِن حُجَّةٍ للّه‏ِِ عَلى خَلقِهِ، بِهِ يَدفَعُ البَلاءَ عَن أهلِ الأَرضِ، وبِهِ يُنَزِّلُ الغَيثَ، وبِهِ يُخرِجُ بَرَكاتِ الأَرضِ.
قالَ: فَقُلتُ لَهُ: يَابنَ رَسولِ اللّه‏ِ، فَمَنِ الإِمامُ وَالخَليفَةُ بَعدَكَ ؟
فَنَهَضَ عليه‏السلام مُسرِعا فَدَخَلَ البَيتَ، ثُمَّ خَرَجَ وعَلى عاتِقِهِ غُلامٌ كَأَنَّ وَجهَهُ القَمَرُ لَيلَةَ البَدرِ مِن أبناءِ الثَّلاثِ سِنينَ، فَقالَ: يا أحمَدَ بنَ إسحاقَ، لَولا كَرامَتُكَ عَلَى اللّه‏ِ عز و جل وعَلى حُجَجِهِ ما عَرَضتُ عَلَيكَ ابني هذا، إنَّهُ سَمِيُّ رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وكَنِيُّهُ، الَّذي يَملَأُ الأَرضَ قِسطا وعَدلاً كَما مُلِئَت جَورا وظُلما. يا أحمَدَ بنَ إسحاقَ، مَثَلُهُ في هذِهِ الاُمَّةِ مَثَلُ الخِضرِ عليه‏السلام، ومَثَلُهُ مَثَلُ ذِي القَرنَينِ، وَاللّه‏ِ لَيَغيبَنَّ غَيبَةً لا يَنجو فيها مِنَ الهَلَكَةِ إلاّ مَن ثَبَّتَهُ اللّه‏ُ عز و جل عَلَى القَولِ بِإِمامَتِهِ، ووَفَّقَهُ (فيها) لِلدُّعاءِ بِتَعجيلِ فَرَجِهِ.

1.. علل الشرائع : ص ۲۴۵ ح ۸ ، كمال الدين : ص ۴۸۱ ح ۱۱ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۳۰۳ ، الخرائج و الجرائح : ج ۲ ص ۹۵۶ وفيه من «فما وجه الحكمة...» إلى «وقت افتراقهما» ، الصراط المستقيم : ج ۲ ص ۲۳۷ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۹۱ ح ۴ .

2.. أبو عليّ أحمد بن إسحاق بن عبد اللّه‏ الأشعري القمّي شيخ القميّين ووافدهم، وثقة، وردت في شأنه وصلاحه أخبار، روى عن أبي جعفر الثاني وأبي الحسن عليهماالسلام، وكان من خواصّ أبي محمّد عليه‏السلام، ورأى صاحبَ الزمان عليه‏السلامراجع: ج ۳ ص ۲۹۶ ح ۸۱۰ ورجال النجاشيّ : ج ۱ ص ۲۳۴ الرقم ۲۲۳ ورجال الطوسي: ص ۳۹۷ الرقم ۵۸۱۷ والفهرست للطوسيّ : ص ۷۰ الرقم ۷۸ ورجال الكشّي: ج ۲ ص ۸۳۱ الرقم ۱۰۵۱ ـ ۱۰۵۳.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14476
صفحه از 518
پرینت  ارسال به