الفصل الثاني: الحِكمَةُ مِن غَيبَةِ الإِمامِ المَهدِيِ علیه السلام
۲ / ۱
سِرٌّ لا يَنكَشِفُ إلاّ بَعدَ ظُهورِهِ
۵۳۴.علل الشرائع: حَدَّثَنا عَبدُ الواحِدِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبدوسٍ النَّيسابورِيُّ العَطّارُ رحمهالله، قالَ: حَدَّثَنا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ قُتَيبَةَ النَّيسابورِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا حَمدانُ بنُ سُلَيمانَ النَّيسابورِيُّ، قالَ: حَدَّثَنا أحمَدُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ المَدائِنِيُ، عَن عَبدِ اللّهِ بنِ الفَضلِ الهاشِمِيِّ، قالَ: سَمِعتُ الصّادِقَ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ عليهالسلام يَقولُ:
إنَّ لِصاحِبِ هذَا الأَمرِ غَيبَةً لا بُدَّ مِنها، يَرتابُ۱ فيها كُلُّ مُبطِلٍ. فَقُلتُ لَهُ: ولِمَ جُعِلتُ فِداكَ ؟ قالَ: لِأَمرٍ لَم يُؤذَن لَنا في كَشفِهِ لَكُم. قُلتُ: فَما وَجهُ الحِكمَةِ في غَيبَتِهِ ؟ قالَ: وَجهُ الحِكمَةِ في غَيبَتِهِ، وَجهُ الحِكمَةِ في غَيباتِ مَن تَقَدَّمَهُ مِن حُجَجِ اللّهِ تَعالى ذِكرُهُ، إنَّ وَجهَ الحِكمَةِ في ذلِكَ لا يَنكَشِفُ إلاّ بَعدَ ظُهورِهِ، كَما لا يَنكَشِفُ وَجهُ الحِكمَةِ لِما أتاهُ الخِضرُ عليهالسلام مِن خَرقِ السَّفينَةِ، وقَتلِ الغُلامِ، وإقامَةِ الجِدارِ لِموسى عليهالسلام إلاّ وَقتَ افتِراقِهِما.
يَابنَ الفَضلِ، إنَّ هذَا الأَمرَ أمرٌ مِن أمرِ اللّهِ، وسِرٌّ مِن سِرِّ اللّهِ، وغَيبٌ مِن غَيبِ