إلاّ خاصَّةُ شيعَتِهِ، وَالأُخرى لا يَعلَمُ بِمَكانِهِ فيها إلاّ خاصَّةُ مَواليهِ.۱
بناءً على هذا، فما نسب إلى الشيعة بأنّهم يعتقدون أنّ الإمام المهديّ يعيش في سرداب الغيبة هي نسبة عارية عن الصحّة ولا أساس لها.
وردّ المحقّق الإربلّي (ت۶۹۳ ه.) هذا الادّعاء بقوله:
والّذين يقولون بوجوده لا يقولون إنّه في سرداب، بل يقولون: إنّه حيّ موجود يحلّ ويرتحل و يطوف في الأرض.۲
كما جاء في بعض الأحاديث أنّ الإمام عليهالسلام يعيش بين الناس ولكنّهم لايرونه ولا يعرفونه.۳
ولعلّ جذور هذه النسبة الباطلة تعود إلى كلام بعض الكتّاب؛ مثل الكنجيّ الشافعيّ الذي بيّن رأيه في الدفاع عن العقيدة بالإمام المهديّ في الجواب عن هذه الشبهة وهي أنّه: «كيف يعيش الإمام المهديّ عليهالسلام سنوات طويلة في سرداب بدون ماء ولا غذاء»، فشبّهوا حياة الإمام بحياة النبيّ عيسى عليهالسلام.۴
ولكن ينبغي الالتفات إلى أنّ الكنجيّ الشافعيّ من أتباع أهل السنّة، وعدم معرفته بدقائق وجزئيّات ثقافة الشيعة ومعتقداتهم قاده إلى التصديق بهذا الافتراء، ولاحترامه لعقائد الإماميّة انبرى للدفاع عنها.
الافتراء على الشيعة بأنّهم يجتمعون كلّ ليلة حول سرداب الغيبة
أكثر الأكاذيب السابقة مدعاةً للضحك والسخرية هو قول ابن خلدون عن الشيعة أنّهم: