225
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

يقفون في كلّ ليلة بعد صلاة المغرب بباب هذا السرداب وقد قدّموا مركباً، فيهتفون باسمه ويدعونه للخروج، حتّى تشتبك النجوم ثمّ ينفضّون ويرجئون الأمر إلى الليلة الآتية.۱

وعلى الرغم من تكرار الآخرين لهذا الاتّهام ـ و للأسف ـ إلاّ أنّنا نقول في الجواب عن ذلك هو أنّ الأغلَبيّة العظمى لأهل سامرّاء إن لم يكن جميعهم هم من السنّة منذ بداية تأسيسها حتّى الآن، ويمكن بسهولة الاستفسار منهم والوقوف على صحّة أو سقم مثل هذا الادّعاء.۲

ونلفت الانتباه إلى أنّ ابن خلدون نسب هذا العمل إلى شيعة الحلّة في هذا الموضع ومواضع أُخرى من كتابه، في حين لا يوجد أحد غيره ادّعى وجود سرداب الغيبة في الحلّة!

1.. تاريخ ابن خلدون: ج ۱ ص ۱۹۹.

2.. نقل مؤّف أضواء على السنّة المحمّدية ص ۲۳۶ ـ وهو من مؤّفي أهل السنّة المعاصرين ـ عن العلاّمة العسكريّ : «أمّا سرداب الغيبة الذي قيل عنه في الحلّه أو سامرّاء، فلم أسمع بشيعيّ يقول بغيبة المهديّ فيه أو بوجوده فيه أو بخروجه منه». وقول العلاّمة العسكريّ أكثر وضوحاً؛ نظرا إلى ولادته في مدينة سامرّاء .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
224

إلاّ خاصَّةُ شيعَتِهِ، وَالأُخرى لا يَعلَمُ بِمَكانِهِ فيها إلاّ خاصَّةُ مَواليهِ.۱

بناءً على هذا، فما نسب إلى الشيعة بأنّهم يعتقدون أنّ الإمام المهديّ يعيش في سرداب الغيبة هي نسبة عارية عن الصحّة ولا أساس لها.

وردّ المحقّق الإربلّي (ت۶۹۳ ه.) هذا الادّعاء بقوله:

والّذين يقولون بوجوده لا يقولون إنّه في سرداب، بل يقولون: إنّه حيّ موجود يحلّ ويرتحل و يطوف في الأرض.۲

كما جاء في بعض الأحاديث أنّ الإمام عليه‏السلام يعيش بين الناس ولكنّهم لايرونه ولا يعرفونه.۳

ولعلّ جذور هذه النسبة الباطلة تعود إلى كلام بعض الكتّاب؛ مثل الكنجيّ الشافعيّ الذي بيّن رأيه في الدفاع عن العقيدة بالإمام المهديّ في الجواب عن هذه الشبهة وهي أنّه: «كيف يعيش الإمام المهديّ عليه‏السلام سنوات طويلة في سرداب بدون ماء ولا غذاء»، فشبّهوا حياة الإمام بحياة النبيّ عيسى عليه‏السلام.۴

ولكن ينبغي الالتفات إلى أنّ الكنجيّ الشافعيّ من أتباع أهل السنّة، وعدم معرفته بدقائق وجزئيّات ثقافة الشيعة ومعتقداتهم قاده إلى التصديق بهذا الافتراء، ولاحترامه لعقائد الإماميّة انبرى للدفاع عنها.

الافتراء على الشيعة بأنّهم يجتمعون كلّ ليلة حول سرداب الغيبة

أكثر الأكاذيب السابقة مدعاةً للضحك والسخرية هو قول ابن خلدون عن الشيعة أنّهم:

1.. راجع: ص ۲۱۱ ح ۵۲۷.

2.. كشف الغمّة: ج ۳ ص ۲۸۳.

3.. الغيبة للنعماني: ص ۱۷۵ ح ۱۳، وفيه نقلاً عن الإمام الصادق عليه‏السلام: «يَفْتَقِدُ النّاس إماماً، فيَشهَدُ المَواسمَ يَراهُم وَلا يَرَونَه».

4.. البيان في أخبار صاحب الزمان : ص ۵۲۱ وراجع كشف الغمّة: ج ۳ ص ۲۷۸ و ۲۸۳.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14251
صفحه از 518
پرینت  ارسال به