حصير ـ قد علمنا أنّه على الماء ـ وفوقه رجل من أحسن الناس هيئة قائم يصلّي، فلم يلتفت إلينا ولا إلى شيء من أسبابنا. فسبق أحمد بن عبد اللّه ليتخطّى فغرق في الماء، وما زال يضطرب حتّى مددت يدي إليه فخلّصته وأخرجته.۱
وبغضّ النظر عن ضعف سند هذا الخبر وكون مصده من الدرجة الثانية من حيث القوّة، فهو غير مقبول من حيث التاريخ والمضمون؛ لأنّ المعتضد تولّى الحكم سنة ۲۷۹ه؛ أي بعد ۲۴ عاماً من شهادة الإمام العسكريّ عليهالسلام، كما لم يصرّح الخبر باسم الشخص الموجود في السرداب، بل صرّح بصلاة رجل على حصيرة فوق الماء، في حين أنّ الشيعة يعتقدون بأنّ الإمام المهديّ عليهالسلام كان طفلاً ذا أربعة أو خمسة أعوام.
نُقل هذا الخبر في كتاب الشيخ الطوسي من دون ذكر للسرداب أو وقوع هذه الحادثة بعد شهادة الإمام الحسن العسكريّ عليهالسلام، ولذلك لم تتّضح علاقتها بغيبة الإمام المهديّ عليهالسلام.۲
الافتراء بأنّ ظهور الإمام المهديّ عليهالسلام من سرداب الغيبة
تتّفق المصادر الحديثيّة للإماميّة على ظهور الإمام المهديّ عليهالسلام في مدينة مكّة وإلى جوار الكعبة۳، وبناء عليه فإنّ نسبة عقيدة الظهور من سرداب الغيبة هو كذب مطلق. وما يدعو للتأمّل أيضاً أنّ أيّاً ممّن ينسب هذا الكذب إلى الشيعة لم يستند إلى مصدر يدلّ على ادّعائه.
الافتراء بأنّ الإمام عليهالسلام يعيش في سرداب الغيبة
تصرّح مصادر حديث الشيعة بأنّ عامّة الناس لا يعلمون بمحلّ إقامة الإمام عليهالسلام في زمن الغيبة الكبرى، كما في حديث روي عن الإمام الصادق عليهالسلام، إذ قال:
لِلقائِمِ غَيبَتانِ: إحداهُما قَصيرَةٌ، وَالأُخرى طَويلَةٌ؛ الغَيبَةُ الأُولى لا يَعلَمُ بِمَكانِهِ فيها