219
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

۲ ـ الأحاديث الدالّة على عدم إمكانيّة رؤة شخصه أو جسمه:

سُئِلَ أَبو الحَسَنِ الرِّضا عليه‏السلام عَنِ القائِمِ، فَقالَ:

لا يُرى جِسمُهُ، ولا يُسَمَّى اسمُهُ.۱

عَن عَبد العظيم بنِ عبد اللّه‏ِ الحَسَنيّ قالَ: دَخَلتُ عَلى سَيِّدي عَلِيِّ بنِ مُحَمَّدٍ عليه‏السلام... فَقُلتُ: وَكيفَ ذاك يا مَولايَ؟ قالَ:

لأنَّهُ لا يُرى شَخصُهُ، وَلا يَحِلُّ ذِكرُهُ بِاسمِهِ حَتّى يَخرُجَ.۲

وعن أبي سعيد عقيصا قال:

لَمّا صالَحَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ عليه‏السلام مُعاوِيَةَ بنَ أبي سُفيانَ دَخَلَ عَلَيهِ النّاسُ، فَلامَهُ بَعضُهُم عَلى بَيعَتِهِ، فَقالَ عليه‏السلام:

... فَإِنَّ اللّه‏َ عز و جل يُخفي وِلادَتَهُ، وَيُغَيِّبُ شَخصَهُ؛ لِئَلّا يَكونَ لِأحَدٍ في عُنُقِهِ بَيعَةٌ إذا خَرَجَ.۳

وجاء في دعاء الندبة:

عَزيزٌ عَلَيَّ أن أرَى الخَلقَ وَأنتَ لا تُرى.۴

۳ ـ الأحاديث الدالّة على أنّ الإمام المهديّ عليه‏السلام نظير موسى عليه‏السلام يعيش في خوف وترقّب؛ لأنّه لو كان خارج الأرض فلا معنى لخوفه. وهذه الأحاديث كثيرة، نذكر منها حديث أبي بصير، إذ قال:

سَمِعتُ أباجَعفَرٍ عليه‏السلام يَقولُ:

في صاحِبِ هذَا الأَمرِ أربَعُ سُنَنٍ مِن أربَعَةِ أنبِياءَ عليهم‏السلام: سُنَّةٌ مِن موسى، وَسُنَّةٌ مِن

1.. كمال الدين: ص ۳۷۰ ح ۲ وراجع هذه الموسوعة: ص ۶۲ ح ۳۹۰ الكافي.

2.. راجع: ج ۱ ص ۴۳۸ ح ۳۰۴.

3.. راجع: ص ۱۹۹ ح ۵۰۷.

4.. راجع: ج ۴ ص ۱۹۷ ح ۱۰۵۴ المزار الكبير.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
218

۴ ـ ذُكر الخضر عليه‏السلام في القرآن بصفته عبداً من عباد اللّه‏۱ استناداً إلى أحاديث كثيرة، وهو يعيش بين أُناس إمّا لايرونه، أو يرونه ولكنّهم لايعرفونه.۲

ونظراً إلى هذه النماذج المتحقّقة نصل إلى هذا السؤل: كيف هي غيبة إمام العصر والزمان عليه‏السلام ؟

نقول في الجواب على ذلك: لقد دلّت أحاديث كثيرة على أنّ الإمام عليه‏السلام يعيش على الأرض وبين الناس، وسنشير إلى الأحاديث الآتية في هذا الصدد:

۱ ـ الأحاديث التي ذكرت غيبة الأنبياء السابقين وشبّهت غيبة الإمام صاحب الزمان عليه‏السلام بها؛ كتشبيهها بغيبة النبيّين موسى ويوسف عليهماالسلام في عدّة أحاديث۳، أو التصريح بسنّة غيبة الأنبياء ووقوعها لصاحب الزمان عليه‏السلام، مثلما جاء في حديث يرويه أبو بصير عن الإمام الصادق عليه‏السلام أنّه قال:

إنَّ سُنَنَ الأَنبِياءِ عليهم‏السلام بِما وَقَعَ بِهِم مِنَ الغَيباتِ حادِثَةٌ فِي القائِمِ مِنّا أهلَ البَيتِ، حَذوَ النَّعلِ بِالنَّعلِ.۴

وكما جاء عن محمّد بن مسلم أنّه قال:

دَخَلتُ عَلى أبي جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الباقِرِ عليه‏السلام وَأَنَا أُريدُ أن أسأَلَهُ عَنِ القائِمِ مِن آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّه‏ُ عَلَيهِ وعَلَيهِم، فَقالَ لي مُبتَدِئاً: يا مُحَمَّدَ بنَ مُسلِمٍ، إنَّ فِي القائِمِ مِن آلِ مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله شَبَهاً مِن خَمسَةٍ مِنَ الرُّسُلِ: يونُسُ بنُ مَتّى، وَيوسُفُ بنُ يَعقوبَ، وَموسى، وَعيسى، وَمُحَمَّدٌ صَلَواتُ اللّه‏ِ عَلَيهِ وَآلِهِ وَعَلَيهِم؛ فَأَمّا شَبَهُهُ مِن يونُسَ بنِ مَتّى فَرُجوعُهُ مِن غَيبَتِهِ وَهُوَ شابٌّ بَعدَ كبَرِ السِّنِّ، وَأَمّا شَبَهُهُ مِن يوسُفَ بنِ يَعقوبَ فَالغَيبَةُ مِن خاصَّتِهِ وَعامَّتِهِ وَاختِفاؤهُ مِن إخوَتِهِ....۵

1.. الكهف: ۶۵.

2.. راجع : ص ۱۱۹ ح ۴۷۶ كمال الدين .

3.. راجع : ص ۱۲۷ (ما فيه من خصائص الأنبياء عليهم‏السلام) وص ۱۲۰ ح ۴۷۸ (الغيبة للطوسي)، وكمال الدين: ص ۱۲۷ ـ ۱۵۲ .

4.. راجع: ص ۲۴۰ ح ۵۶۰.

5.. راجع: ص ۱۲۸ ح ۴۸۰.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14508
صفحه از 518
پرینت  ارسال به