وَدَّعتُ أبا مُحَمَّدٍ عليهالسلام وَانصَرَفتُ إلى مَنزِلي.
فَلَمّا كانَ بَعدَ ثَلاثٍ اشتَقتُ إلى وَلِيِّ اللّهِ، فَصِرتُ إلَيهِم فَبَدَأتُ بِالحُجرَةِ الَّتي كانَت سَوسَنُ فيها، فَلَم أرَ أثَرا ولا سَمِعتُ ذِكرا فَكَرِهتُ أن أسأَلَ، فَدَخَلتُ عَلى أبي مُحَمَّدٍ عليهالسلام فَاستَحيَيتُ أن أبدَأَهُ بِالسُّؤالِ، فَبَدَأَني فَقالَ:
هُوَ يا عَمَّةُ في كَنَفِ اللّهِ وحِرزِهِ۱، وسِترِهِ وغَيبِهِ، حَتّى يَأذَنَ اللّهُ لَهُ، فَإِذا غَيَّبَ اللّهُ شَخصي وتَوَفّاني، ورَأَيتِ شيعَتي قَدِ اختَلَفوا، فَأَخبِرِي الثِّقاتِ مِنهُم، وَليَكُن عِندَكِ وعِندَهُم مَكتوما، فَإِنَّ وَلِيَّ اللّهِ يُغَيِّبُهُ اللّهُ عَن خَلقِهِ، ويَحجُبُهُ عَن عِبادِهِ، فَلا يَراهُ أحَدٌ حَتّى يُقَدِّمَ لَهُ جَبرَئيلُ عليهالسلام فَرَسَهُ «لِّيَقْضِىَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً»۲.۳
۳۴۳.الغيبة للطوسيّ: أحمَدُ بنُ عَلِيٍّ الرّازِيُّ، عَن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، عَن عَلِيِّ بنِ سَميعِ بنِ بَنانٍ، عَن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبِي الدّارِيِّ، عَن أحمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ، عَن أحمَدَ بنِ عَبدِ اللّهِ، عَن أحمَدَ بنِ روحٍ الأَهوازِيِّ، عَن مُحَمَّدِ بنِ إبراهيمَ، عَن حَكيمَةَ بِمِثلِ مَعنَى الحَديثِ الأَوَّلِ۴، إلاّ أنَّهُ قالَ:
قالَت: بَعَثَ إلَيَّ أبو مُحَمَّدٍ عليهالسلام لَيلَةَ النِّصفِ مِن شَهرِ رَمَضانَ سَنَةَ خَمسٍ وخَمسينَ ومِئَتَينِ، قالَت: وقُلتُ لَهُ: يَابنَ رَسولِ اللّهِ، مَن اُمُّهُ؟ قالَ: نَرجِسُ.
قالَت: فَلَمّا كانَ فِي اليَومِ الثّالِثِ اشتَدَّ شَوقي إلى وَلِيِّ اللّهِ، فَأَتَيتُهُم عائِدَةً، فَبَدَأتُ بِالحُجرَةِ الَّتي فيهَا الجارِيَةُ، فَإِذا أنَا بِها جالِسَةٌ في مَجلِسِ المَرأَةِ النُّفَساءِ وعَلَيها
1.. في كَنَفِ اللّه وحِفظه : أي في كَلاءتِهِ وحِرزِهِ وحِفظه ، يكنَفه بالكَلاءةِ وحُسنِ الوِلايَة لسان العرب : ج ۹ ص ۳۰۸ «كنف» .
2.. الأنفال : ۴۲ .
3.. الغيبة للطوسيّ : ص ۲۳۴ ح ۲۰۴ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۱۷ ح ۲۵ .
4.. راجع : الحديث السابق ح ۳۴۲ .