أتَيتُ أميرَ المُؤمِنينَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليهالسلام فَوَجَدتُهُ مُتَفَكِّرا يَنكُتُ۱ فِي الأَرضِ، فَقُلتُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، ما لي أراكَ مُتَفَكِّرا تَنكُتُ فِي الأَرضِ؟ أرَغِبتَ فيها؟ فَقالَ: لا وَاللّهِ ما رَغِبتُ فيها ولا فِي الدُّنيا يَوما قَطُّ، ولكِن فَكَّرتُ في مَولودٍ يَكونُ مِن ظَهري، الحادي عَشَرَ مِن وُلدي، هُوَ المَهدِيُّ يَملَؤُها عَدلاً كَما مُلِئَت جَورا وظُلما، تَكونُ لَهُ حَيرَةٌ وغَيبَةٌ، يَضِلُّ فيها أقوامٌ ويَهتَدي فيها آخَرونَ.
فَقُلتُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، وإنَّ هذا لَكائِنٌ ؟ فَقالَ: نَعَم كَما أنَّهُ مَخلوقٌ۲، وأَنّى لَكَ بِالعِلمِ بِهذَا الأَمرِ يا أصبَغُ، اُولئِكَ خِيارُ هذِهِ الاُمَّةِ مَعَ أبرارِ هذِهِ العِترَةِ.۳
۵۰۶.كمال الدين: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ رضىاللهعنه، قالَ: حَدَّثَنا أحمَدُ بنُ إدريسَ، قالَ: حَدَّثَنا جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مالِكٍ الفَزارِيُّ الكوفِيُّ، قالَ: حَدَّثَني إسحاقُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّيرَفِيُّ، عَن أبي هاشِمٍ، عَن فُراتِ بنِ أحنَفَ، عَن سَعدِ بنِ طَريفٍ، عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُباتَةَ، عَن أميرِ المُؤمِنينَ عليهالسلام أنَّهُ ذَكَرَ القائِمَ عليهالسلام، فَقالَ:
أما لَيَغيبَنَّ حَتّى يَقولَ الجاهِلُ: ما للّهِِ في آلِ مُحَمَّدٍ حاجَةٌ.۴
۱ / ۳
إخبارُ الإِمامِ الحَسَنِ علیه السلام عَن غَيبَةِ المَهدِيِ علیه السلام
۵۰۷.كمال الدين: حَدَّثَنَا المُظَفَّرُ بنُ جَعفَرِ بنِ المُظَفَّرِ العَلَوِيُّ السَّمَرقَندِيُّ رَضِيَ اللّهُ عَنهُ، قالَ: حَدَّثَنا جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَسعودٍ، عَن أبيهِ، قالَ: حَدَّثَنا جَبرَئيلُ بنُ أحمَدَ، عَن موسَى بنِ جَعفَرٍ البَغدادِيِّ، قالَ: حَدَّثَنِي الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّيرَفِيُّ،
1.. ينكت : من النكتِ بالحصى ، ونكتِ الأرض بالقضيب ؛ وهو أن يؤثّر فيها بطرفه ، فِعل المفكّر المهموم النهاية : ج ۵ ص ۱۱۳ «نكت».
2.. «كما أنّه» أي هذا الأمر ، وهو الغيبة ، «مخلوق» أي مقدّر ، أو الضمير راجع إلى المهديّ عليهالسلام ؛ أي كما أنّ خلقه محتوم فكذا غيبته مرآة العقول : ج ۴ ص ۴۴.
3.. كمال الدين : ص ۲۸۸ ح ۱ ، الكافي : ج ۱ ص ۳۳۸ ح ۷ ، الغيبة للطوسيّ : ص ۱۶۴ ح ۱۲۷ و ص ۳۳۶ ح ۲۸۲ ، الغيبة للنعماني : ص ۶۰ ح ۴ ، الاختصاص : ص ۲۰۹ ، دلائل الإمامة : ص ۵۲۹ ح ۵۰۴ ، إعلام الورى : ج ۲ ص ۲۲۸ ، كفاية الأثر : ص ۲۱۹ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۱۱۷ ح ۱۸ .
4.. كمال الدين : ص ۳۰۲ ح ۹ و ص ۳۰۳ ح ۱۵ ، الغيبة للطوسيّ : ص ۳۴۰ ح ۲۹۰ عن فرات بن أحنف ، الغيبة للنعماني : ص ۱۴۰ ح ۱ عن فرات بن أحنف ، عن الإمام الصادق عليهالسلام عن آبائه عليهمالسلام ، نحوه ، إعلام الورى : ج ۲ ص ۲۲۸ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۱۱۹ ح ۱۹ .