199
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

عَن حَنانِ بنِ سَديرٍ، عَن أبيهِ سَديرِ بنِ حُكَيمٍ، عَن أبيهِ، عَن أبي سَعيدٍ عَقيصا، قالَ:
لَمّا صالَحَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍ عليه‏السلام مُعاوِيَةَ بنَ أبي سُفيانَ دَخَلَ عَلَيهِ النّاسُ، فَلامَهُ بَعضُهُم عَلى بَيعَتِهِ، فَقالَ عليه‏السلام:
وَيحَكُم ! ما تَدرونَ ما عَمِلتُ، وَاللّه‏ِ، الَّذي عَمِلتُ خَيرٌ لِشيعَتي مِمّا طَلَعَت عَلَيهِ الشَّمسُ أو غَرَبَت، ألا تَعلَمونَ أنَّني إمامُكُم، مُفتَرَضُ الطَّاعَةِ عَلَيكُم، وأَحَدُ سَيِّدَي شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ بِنَصٍّ مِن رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عَلَيَّ ؟ قالوا: بَلى.
قالَ: أما عَلِمتُم أنَّ الخِضرَ عليه‏السلام لَمّا خَرَقَ السَّفينَةَ وأَقامَ الجِدارَ وقَتَلَ الغُلامَ كانَ ذلِكَ سَخَطا لِموسَى بنِ عِمرانَ إذ خَفِيَ عَلَيهِ وَجهُ الحِكمَةِ في ذلِكَ، وكانَ ذلِكَ عِندَ اللّه‏ِ تَعالى ذِكرُهُ حِكمَةً وصَوابا ؟
أما عَلِمتُم أنَّهُ ما مِنّا أحَدٌ إلاّ ويَقَعُ في عُنُقِهِ بَيعَةٌ لِطاغِيَةِ زَمانِهِ، إلاَّ القائِمُ الَّذي يُصَلّي روحُ اللّه‏ِ عيسَى بنُ مَريَمَ عليه‏السلام خَلفَهُ ؟ فَإِنَّ اللّه‏َ عز و جل يُخفي وِلادَتَهُ، ويُغَيِّبُ شَخصَهُ ؛ لِئَلاّ يَكونَ لِأَحَدٍ في عُنُقِهِ بَيعَةٌ إذا خَرَجَ، ذلِكَ التّاسِعُ مِن وُلدِ أخِيَ الحُسَينِ، ابنُ سَيِّدَةِ الإِماءِ، يُطيلُ اللّه‏ُ عُمُرَهُ في غَيبَتِهِ، ثُمَّ يُظهِرُهُ بِقُدرَتِهِ في صورَةِ شابٍّ دونَ أربَعينَ سَنَةً، ذلِكَ لِيُعلَمَ أنَّ اللّه‏َ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ.۱

۵۰۸.الغيبة للطوسيّ: عَنهُ۲، عَن عَبدِ اللّه‏ِ بنِ جَبَلَةَ، عَن أبي عَمّارٍ، عَن عَلِيِّ بنِ أبِي المُغيرَةِ، عَن عَبدِ اللّه‏ِ بنِ شَريكٍ العامِرِيِّ، عَن عَميرَةَ بِنتِ نُفَيلٍ، قالَت: سَمِعتُ

1.. كمال الدين : ص ۳۱۵ ح ۲ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۶۷ ، كفاية الأثر : ص ۲۲۴ ، إعلام الورى : ج ۲ ص ۲۲۹ ، كشف الغمّة : ج ۳ ص ۳۱۱ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۱۳۲ ح ۱ .

2.. أي: الفضل بن شاذان ، وطريق الشيخ إليه على ما يظهر من أسناد الروايات السابقة عليها هو «الحسين بن عبيد اللّه‏ ، عن محمّد بن سفيان البزوفري ، عن أحمد بن إدريس ، عن عليّ بن محمّد بن قتيبة» راجع : الغيبة للطوسيّ : ص ۴۳۳ ح ۴۲۳ ، وهذا الإسناد غير طريقه إلى الفضل بن شاذان في الفهرست ومشيخة تهذيب الأحكام .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
198

أتَيتُ أميرَ المُؤمِنينَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه‏السلام فَوَجَدتُهُ مُتَفَكِّرا يَنكُتُ۱ فِي الأَرضِ، فَقُلتُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، ما لي أراكَ مُتَفَكِّرا تَنكُتُ فِي الأَرضِ؟ أرَغِبتَ فيها؟ فَقالَ: لا وَاللّه‏ِ ما رَغِبتُ فيها ولا فِي الدُّنيا يَوما قَطُّ، ولكِن فَكَّرتُ في مَولودٍ يَكونُ مِن ظَهري، الحادي عَشَرَ مِن وُلدي، هُوَ المَهدِيُّ يَملَؤُها عَدلاً كَما مُلِئَت جَورا وظُلما، تَكونُ لَهُ حَيرَةٌ وغَيبَةٌ، يَضِلُّ فيها أقوامٌ ويَهتَدي فيها آخَرونَ.
فَقُلتُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، وإنَّ هذا لَكائِنٌ ؟ فَقالَ: نَعَم كَما أنَّهُ مَخلوقٌ۲، وأَنّى لَكَ بِالعِلمِ بِهذَا الأَمرِ يا أصبَغُ، اُولئِكَ خِيارُ هذِهِ الاُمَّةِ مَعَ أبرارِ هذِهِ العِترَةِ.۳

۵۰۶.كمال الدين: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ رضى‏الله‏عنه، قالَ: حَدَّثَنا أحمَدُ بنُ إدريسَ، قالَ: حَدَّثَنا جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مالِكٍ الفَزارِيُّ الكوفِيُّ، قالَ: حَدَّثَني إسحاقُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّيرَفِيُّ، عَن أبي هاشِمٍ، عَن فُراتِ بنِ أحنَفَ، عَن سَعدِ بنِ طَريفٍ، عَنِ الأَصبَغِ بنِ نُباتَةَ، عَن أميرِ المُؤمِنينَ عليه‏السلام أنَّهُ ذَكَرَ القائِمَ عليه‏السلام، فَقالَ:
أما لَيَغيبَنَّ حَتّى يَقولَ الجاهِلُ: ما للّه‏ِِ في آلِ مُحَمَّدٍ حاجَةٌ.۴

۱ / ۳

إخبارُ الإِمامِ الحَسَنِ علیه السلام عَن غَيبَةِ المَهدِيِ علیه السلام

۵۰۷.كمال الدين: حَدَّثَنَا المُظَفَّرُ بنُ جَعفَرِ بنِ المُظَفَّرِ العَلَوِيُّ السَّمَرقَندِيُّ رَضِيَ اللّه‏ُ عَنهُ، قالَ: حَدَّثَنا جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَسعودٍ، عَن أبيهِ، قالَ: حَدَّثَنا جَبرَئيلُ بنُ أحمَدَ، عَن موسَى بنِ جَعفَرٍ البَغدادِيِّ، قالَ: حَدَّثَنِي الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّيرَفِيُّ،

1.. ينكت : من النكتِ بالحصى ، ونكتِ الأرض بالقضيب ؛ وهو أن يؤثّر فيها بطرفه ، فِعل المفكّر المهموم النهاية : ج ۵ ص ۱۱۳ «نكت».

2.. «كما أنّه» أي هذا الأمر ، وهو الغيبة ، «مخلوق» أي مقدّر ، أو الضمير راجع إلى المهديّ عليه‏السلام ؛ أي كما أنّ خلقه محتوم فكذا غيبته مرآة العقول : ج ۴ ص ۴۴.

3.. كمال الدين : ص ۲۸۸ ح ۱ ، الكافي : ج ۱ ص ۳۳۸ ح ۷ ، الغيبة للطوسيّ : ص ۱۶۴ ح ۱۲۷ و ص ۳۳۶ ح ۲۸۲ ، الغيبة للنعماني : ص ۶۰ ح ۴ ، الاختصاص : ص ۲۰۹ ، دلائل الإمامة : ص ۵۲۹ ح ۵۰۴ ، إعلام الورى : ج ۲ ص ۲۲۸ ، كفاية الأثر : ص ۲۱۹ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۱۱۷ ح ۱۸ .

4.. كمال الدين : ص ۳۰۲ ح ۹ و ص ۳۰۳ ح ۱۵ ، الغيبة للطوسيّ : ص ۳۴۰ ح ۲۹۰ عن فرات بن أحنف ، الغيبة للنعماني : ص ۱۴۰ ح ۱ عن فرات بن أحنف ، عن الإمام الصادق عليه‏السلام عن آبائه عليهم‏السلام ، نحوه ، إعلام الورى : ج ۲ ص ۲۲۸ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۱۱۹ ح ۱۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14179
صفحه از 518
پرینت  ارسال به