193
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

وهنا نشير إلى القول المشهور للإمام العسكريّ عليه‏السلام في التعريف العامّ والتنصيب الكلّيّ لجميع العلماء العدول لجواز تقليدهم ورجوع الشيعة إليهم، إذ قال:

فَأمّا مَن كانَ مِن الفُقَهاءِ صائِناً لِنَفسِهِ، حافِظاً لِدينِهِ، مُخالِفاً على هَواهُ، مُطيعاً لأمرِ مَولاهُ؛ فَلِلعَوامِّ أن يُقَلِّدُوهُ.۱

وبعد الإمام العسكريّ عليه‏السلام صرّح إمام العصر والزمان بنفسه في عهد الغيبة الصغرى، فقال:

وأمَّا الحَوادِثُ الواقِعَةُ فَارجِعوا فيها إلى رُواةِ حَديثِنا؛ فَإنَّهُم حُجَّتي عَلَيكُم، وأنَا حُجَّةُ اللّه‏ِ عَلَيهِم.۲

إضافة إلى ذلك أجاز نوّابَه الخاصّين وبعض العلماء في أن يكونوا واسطة لأسئلة الناس واستفتاءاتهم ليرسل الإمام بنفسه عليه‏السلام أجوبتها عنها بتوسّط أُولئك النوّاب والعلماء.۳

1.. راجع: الاحتجاج: ج ۲ ص ۵۱۱.

2.. راجع: ص ۳۷۲ ح ۶۲۳.

3.. راجع: كمال الدين: ص ۴۸۲ ـ ۵۲۲ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
192

اِجلِس في مَسجدِ المَدينَةِ وَأفتِ النّاسَ.۱

وطلب مسلم بن أبي حيّة نصيحة من الإمام الصادق عليه‏السلام حين وداعه إيّاه، فقال له:

ائتِ أبانَ بنَ تَغلِبَ فَإنَّهُ قَد سَمِعَ مِنّي حَديثاً كَثيراً.۲

كما أعدّ الإمام الصادق عليه‏السلام تلامذة كهشام بن الحكم وهشام بن سالم وحمران ومؤن الطاق وغيرهم، وأحال الأشخاص في الرجوع إليهم۳، إضافة إلى إعداد رواة فقهاء علماء مثل: زرارة ومحمّد بن مسلم وأبي بصير وبريد وجميل بن درّاج، وأحال الرواة والسائلين إلى أشخاص مثل محمّد بن مسلم والحارث بن المغيرة۴، بحيث تولّت عشرات الحلقات العلميّة في المدينة والكوفة وغيرهما من المدن مسؤليّة الإجابة عن الأسئلة والمشاكل العلميّة والدينيّة للناس، إلى جانب حلقة تدريس الإمام الصادق عليه‏السلام.۵

وعُمل بهذه السيرة وشاعت في نهاية القرن الثاني على نحوٍ كان يُراجَع الإمامُ الرضا عليه‏السلام ليُسأل عن المصاديق والعلماء المؤّلين، لا عن أصل جواز الرجوع إليهم.۶

وشهدت الأعوام القريبة من وقوع الغيبة ومرحلة الاتّصال الكتبيّ غير الحضوري للشيعة بالإمامين الجواد والهادي عليهماالسلام، شهدت أجوبة الوكلاء والعلماء عن كثير من الأسئلة، فأوصى الإمامُ الهادي عليه‏السلام في جواب أحمد بن حاتم بن ماهويه وأخيه بأن تؤذ معالم الدين عمّن أفنى عمره في محبّة أهل البيت عليهم‏السلام، وله موقف ثابت ومشهود في قضيّة الإمامة.۷

1.. رجال النجاشيّ : ج ۱ ص ۷۳ الرقم ۶.

2.. رجال الكشّي: ج ۲ ص ۶۲۲ الرقم ۶۰۴.

3.. راجع: الكافي: ج۱ ص ۷۴ و ۱۷۱.

4.. راجع: رجال الكشّي: ج ۱ ص ۳۴۸ الرقم ۲۲۰ و ص ۳۸۳ الرقم ۲۷۳ و ج ۲ ص ۶۲۸ الرقم ۶۲۰.

5.. راجع: وسائل الشيعة: ج ۲۷ ص ۱۳۶ باب وجوب الرجوع في القضاء والفتوى إلى رواة الحديث.

6.. راجع: رجال الكشّي: ج ۲ ص ۷۷۹ الرقم ۹۱۰ و ص ۷۸۴ الرقم ۹۳۵ و ص ۷۸۵ الرقم ۹۳۸ بشأن يونس بن عبدالرحمن و ص ۸۵۸ الرقم ۱۱۱۲ (بشأن زكريّا بن آدم).

7.. رجال الكشّي: ج ۱ ص ۱۵ ح ۷.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14649
صفحه از 518
پرینت  ارسال به