للإجابة عن الأسئلة وحلّ المشاكل العلميّة.
۱. تنصيب الوكلاء الخاصّين
مع ازدياد التوسعة الاقتصاديّة للمجتمع الإسلاميّ في بداية القرن الثاني للهجرة، اتّسعت العلاقة الماليّة بين الأئمّة والشيعة، فنصّبوا عليهمالسلام وكلاء لإدارة الأُمور الماليّة لشيعتهم، وشرحوا لهم مسائل الخمس والزكاة والموارد الأُخرى لإخراج الأموال، وجعلوهم خلفاء لهم في جمعها وإرسالها وتوزيعها.۱
وأُولئك الوكلاء ثقات يطمئنّ لهم الناس، بل هم من العلماء أحياناً، ولاسيّما في المناطق البعيدة في المجتمع الإسلاميّ، وعملوا على تأمين حاجة الناس ومتطلّباتهم في مجال الاتّصال المالي مع الإمام عليهالسلام، وكذلك في الأوقاف والصدقات.
استقرّ نظام الوكالة تدريجيّاً منذ عهد الإمام الصادق عليهالسلام ۲، واشتدّ أزره سريعاً بسبب الاعتقال الطويل للإمام الكاظم عليهالسلام والرقابة الشديدة عليه، وأفصح عن جوانبه العمليّة في عهد الإمامين الهادي والعسكريّ عليهماالسلام ؛ للقيود الشديدة المفروضة على الاتّصال بهما، وفتح طريقاً سالكاً لتقبّل غيبة الإمام المهديّ عليهالسلام الذي استعان بهذا النظام واستخدمه أيضاً، فعيّن وكلاءه الخاصّين في عهد الغيبة، وبتوسّطهم نظّم اتّصالاته بالناس، وبعد مدّة قطع اتّصاله مع وكلائه، وأعدّ الشيعة للاعتقاد بالإمام الغائب، واتّباع الأوامر غير المباشرة للزعيم المختفي.
ذُكر أشخاص آخرون إلى جانب الوكلاء باسم «أبواب الأئمّة عليهمالسلام» وهم من خواصّهم عليهمالسلام وأقرب المقرّبين إليهم، فحينما تحول الاعتقالات والضغوط السياسيّة دون حضور الأئمّة عليهمالسلام في المجتمع، يغدو الوكلاء نوافذ لاتّصال الناس بالمعصومين، ويُعتبر هذا الأمر إعداداً عمليّاً للشيعة من أجل مضاعفة تحمّلهم لفقدان الإمام. وأخيراً تمكّن هذا النظام بواسطة أربعة نوّاب خاصّين لصاحب الزمان عليهالسلام من اجتياز مرحلة التواجد الدائم للالتحاق