ظاهرة الغيبة ومجابهة الحركات الضالّة والمشكّكين. وقد ذكر الكلينيّ في كتابه الكافي۱ عدّة أحاديث تبيّن أضرار اليأس والفتنة في هذا العصر.
ج ـ البلاء والمحنة
عرّف أئمّةُ الشيعة عليهمالسلام عهد الغيبة بأنّه زمن المصاعب والكلام المسموم وطعنات الألسن، وأعدّوا شيعتهم لتحمّل البلاء، فوصف الإمامُ الحسين عليهالسلام مصاعب عهد غيبةِ صاحب الزمان عليهالسلام قائلاً:
لَهُ غَيبَةٌ يَرتَدُّ فيها أقوامٌ ويَثبُتُ فيها عَلَى الدّينِ آخَرونَ، فَيُؤَونَ ويُقالُ لَهُم: «مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ»۲.۳
ودعا الإمام الحسين عليهالسلام أصحابه ـ في تكملة حديثه ـ إلى الصبر والتحمّل حيال هذه الأقوال اللاّذعة والمسمومة، وذكّر أُسلوبه الجميل بنزول جزيل الأجر من اللّه عز و جل على الصابر بحكمةٍ أمام الهجوم الإعلاميّ للعدوّ الذي لايقلّ عن الصمود بوجه أسلحته، فقال:
أما إنَّ الصّابِرَ في غَيبَتِهِ عَلَى الأَذى وَالتَّكذيبِ بِمَنزِلَةِ المُجاهِدِ بِالسَّيفِ بَينَ يَدَي رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله.۴
ويُشاهد هذا التشبيه الجميل في قول الإمام زين العابدين عليهالسلام أيضاً، فوصف الشيعة المؤنين والمنتظرين لظهور الإمام صاحب الزمان عليهالسلام بالمخلصين الحقيقيّين والصادقين والداعين إلى اللّه في السرّ والعلانية.۵
ونشير هنا إلى أنّه يمكن تشبيه طعنات لسان الجهلاء بالهجمات الإعلاميّة للعدوّ في عالم اليوم.