وذكر الإمام الكاظم عليهالسلام التعبيرَ نفسه معتبراً هذا الوضعَ امتحاناً إلهيّاً للعباد، فقال:
لابُدَّ لِصاحِبِ هذَا الأَمرِ مِن غَيبَةٍ حَتّى يَرجِعَ عَن هذَا الأَمرِ مَن كانَ يَقولُ بِهِ، إنَّما هِيَ مِحنَةٌ مِنَ اللّهِ عز و جل امتَحَنَ بِها خَلقَهُ.۱
ونشهد اليوم بعد قرون متمادية تحقّق هذه التنبّؤت، وآخر سلسلة منها تنبّأت بالحيرة والضلالة ما جاء عن الأب الجليل للإمام صاحب الزمان؛ الإمام الحسن العسكريّ عليهالسلام، في قوله:
أما إنَّ لَهُ غَيبَةً يَحارُ فيهَا الجاهِلونَ، ويَهلِكُ فيهَا المُبطِلونَ، ويَكذِبُ فيهَا الوَقّاتونَ.۲
ب ـ الفتنة واليأس
يعتبر وصف عصر الغيبة بزمن الفتنة واليأس قسماً آخر من إعداد الشيعة لإدراك الأخطار المحيقة بتلك المرحلة العسيرة واجتيازها؛ فالفتنة أو الأجواء المشوبة بالشبهات تحول دون أن يختار كثير من الناس النهج الحقيقيّ في زمن غيبة الإمام المهديّ عليهالسلام، واليأس يتسبّب في نفي روح الانتظار من المجتمع. و تعتمد استراتيجيّة مواجهته على التثقيف وإلهام روح الأمل، قال الإمام الباقر عليهالسلام:
وقالَ النّاسُ: ماتَ القائِمُ أو هَلَكَ، بِأَيِّ وادٍ سَلَكَ؟! وقالَ الطّالِبُ: أنّى يَكونُ ذلِكَ وقَد بُلِيَت عِظامُهُ؟! فَعِندَ ذلِكَ فَارجوهُ.۳
كما أنّ الإمام الصادق والإمام الكاظم والإمام العسكريّ عليهمالسلام تنبّؤا بهذه الحيرة أيضاً۴ وحذّروا من السقوط في وادي الحيرة والتهلكة.
وأسهمت هذه التحذيرات الدقيقة في إعداد وتوعية المعتقدين بنظام الإمامة لمواجهة