183
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

وبّين الإمام الكاظم عليه‏السلام أيضاً الزمن القليل بدقّة أكثر مستفيداً من أُسلوب مشوب بالرمز لكنّه مفهوم لخواصّ الشيعة، فقال:

إذا فُقِدَ الخامِسُ مِن وُلدِ السّابِعِ، فَاللّه‏َ اللّه‏َ في أديانِكم، لا يُزيلُكم عَنها أحَدٌ. يابُنَيَّ، إنَّهُ لابُدَّ لِصاحِبِ هذَا الأَمرِ مِن غَيبَةٍ.۱

وعلى الرغم من إحاطة الرمز بهذا الخطاب في وقته، ولكن بعد وقوع الغيبة وشروعها غدا من السهل معرفة المراد من السابع وهو الإمام الكاظم عليه‏السلام نفسه، والمراد من الخامس هو خامس أبنائه.

وبعد الإمام الكاظم عليه‏السلام تقدّم الإمام الرضا عليه‏السلام جيلاً إلى الأمام في التعريف بالقائم عليه‏السلام، فقال:

ذاكَ الرّابِعُ مِن وُلدي، يُغَيِّبُهُ اللّه‏ُ في سِترِهِ ما شاءَ.۲

ويعتبره الإمامان الجواد والهادي عليهماالسلام ـ بالترتيب ـ أنّه الثالث والثاني من أبنائهما۳، ويأتي في آخر السلسلة الإمام الحسن العسكريّ عليه‏السلام ليصف القائم عليه‏السلام بأنّه ابنه ويشير إلى غيبته، كما أطلق على سنة ۲۶۰ه أنّها بداية اختلاف الشيعة۴، واعتَبر قولٌ آخر له أنّ هذا الاختلاف هو في الخليفة من بعده۵؛ ولهذا استطاع كثير من الشيعة استبيان بدء الغيبة بجمع هذين القولين إلى بعضهما.

ج ـ قسما الغيبة وطولها

من الإجراءات العلميّة الأُخرى للأئمّة عليهم‏السلام على سبيل التقليل من غرابة الغيبة والحيلولة دون الانحرافات الاعتقاديّة للشيعة وتسلّل اليأس إليهم، توعيتهم بشكل الغيبة ومراحلها

1.. راجع: ص ۲۰۵ (إخبار الإمام الكاظم عليه‏السلام عن غيبة المهديّ عليه‏السلام).

2.. راجع: ص ۲۰۶ (إخبار الإمام الرضا عليه‏السلام عن غيبة المهديّ عليه‏السلام).

3.. راجع: ص ۲۰۷ (إخبار الإمام الجواد عليه‏السلام عن غيبة المهديّ عليه‏السلام) و ص ۲۰۸ (إخبار الإمام الهادي عليه‏السلام عن غيبة المهديّ عليه‏السلام) .

4.. كمال الدين: ص ۴۰۸ ح ۶.

5.. راجع: ج ۱ ص ۳۷۲ (القسم الأوّل / الفصل الرابع / النهي عن إنكار إمامة الإمام القائم عليه‏السلام) .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
182

ومن الممكن أن يتسبّب عمل خاطئ للأُمّة، أو لبعض الحركات الشيعيّة غير الناضجة وإذاعة أسرار أهل البيت عليهم‏السلام في تأخير قيام الإمام وإطالة زمن غيبته۱، إلاّ أنّ ذلك كلّه مسجّل في اللوح الإلهيّ ولا يعلم بها أحد غير اللّه‏ عز و جل، ومن يعيّن لنهاية الغيبة وقتاً فهو مجرّد كاذب يحاول أن يظهر وكأنّه أعلم من الإمام المعصوم؛ لأنّ الإمام الصادق عليه‏السلام قال بصراحة:

كَذِبَ الوَقّاتونَ، إنّا أهلُ بَيتٍ لا نُوَقِّتُ.۲

ب ـ تعيين بداية الغيبة

تقدير أمر الغيبة يعني أنّها ستقع في زمان محدّد ومعيّن من قبل، وأعان عليها الأئمّة عليهم‏السلام على مدى أجيال متعاقبة بالإعلان عن قرب تحقّقها والعلامات الوشيكة لحدوثها.

فصرّح الإمام عليّ عليه‏السلام بأنّ المهديّ عليه‏السلام هو الحادي عشر من ولده، وبهذا بيّن أن مدّة قرنين تفصله عن غيبة القائم عليه‏السلام.۳

ويَعتبر الإمامُ الحسن عليه‏السلام المهديَّ عليه‏السلام عند وصفه إيّاه بأنّه تاسع أبناء أخيه الحسين عليه‏السلام ۴، مثلما بيّن الإمام الحسين عليه‏السلام ذلك أيضاً.۵

ثمّ يأتي الإمامُ زين العابدين عليه‏السلام ليَستشهد بقول رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بشأن الإمام جعفر الصادق عليه‏السلام والذي أمر صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بتلقيبه بالصادق؛ لأنّ للخامس من ولده ولداً اسمه جعفر الكذّاب يعاصر الإمام المهديّ عليه‏السلام ويسعى لغصب مقامه. وبعد نقله لحديث الرسول صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وصف القائم بأنّه الثاني عشر من أوصياء النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فقال:

ثُمَّ تَمتَدُّ الغَيبَةُ بِوَلِيِّ اللّه‏ِ عز و جل الثّاني عَشَرَ مِن أوصِياءِ رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَالأَئِمَّةِ بَعدَهُ.۶

1.. راجع: ج ۵ ص ۳۵۴ (القسم الحادي عشر / الفصل الأوّل / هل وقع البداء في وقت القيام).

2.. راجع: ج ۵ ص ۳۲۷ ح ۱۴۸۵ الكافي.

3.. راجع: ص ۱۹۷ ح ۵۰۵ كمال الدين.

4.. راجع: ص ۱۹۹ ح ۵۰۷ كمال الدين.

5.. راجع: ص ۲۰۰ (إخبار الإمام الحسين عليه‏السلام عن غيبة المهديّ عليه‏السلام).

6.. راجع: ص ۲۰۱ (إخبار الإمام زين العابدين عليه‏السلام عن غيبة المهديّ عليه‏السلام).

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14310
صفحه از 518
پرینت  ارسال به