ومن الممكن أن يتسبّب عمل خاطئ للأُمّة، أو لبعض الحركات الشيعيّة غير الناضجة وإذاعة أسرار أهل البيت عليهمالسلام في تأخير قيام الإمام وإطالة زمن غيبته۱، إلاّ أنّ ذلك كلّه مسجّل في اللوح الإلهيّ ولا يعلم بها أحد غير اللّه عز و جل، ومن يعيّن لنهاية الغيبة وقتاً فهو مجرّد كاذب يحاول أن يظهر وكأنّه أعلم من الإمام المعصوم؛ لأنّ الإمام الصادق عليهالسلام قال بصراحة:
كَذِبَ الوَقّاتونَ، إنّا أهلُ بَيتٍ لا نُوَقِّتُ.۲
ب ـ تعيين بداية الغيبة
تقدير أمر الغيبة يعني أنّها ستقع في زمان محدّد ومعيّن من قبل، وأعان عليها الأئمّة عليهمالسلام على مدى أجيال متعاقبة بالإعلان عن قرب تحقّقها والعلامات الوشيكة لحدوثها.
فصرّح الإمام عليّ عليهالسلام بأنّ المهديّ عليهالسلام هو الحادي عشر من ولده، وبهذا بيّن أن مدّة قرنين تفصله عن غيبة القائم عليهالسلام.۳
ويَعتبر الإمامُ الحسن عليهالسلام المهديَّ عليهالسلام عند وصفه إيّاه بأنّه تاسع أبناء أخيه الحسين عليهالسلام ۴، مثلما بيّن الإمام الحسين عليهالسلام ذلك أيضاً.۵
ثمّ يأتي الإمامُ زين العابدين عليهالسلام ليَستشهد بقول رسول اللّه صلىاللهعليهوآله بشأن الإمام جعفر الصادق عليهالسلام والذي أمر صلىاللهعليهوآله بتلقيبه بالصادق؛ لأنّ للخامس من ولده ولداً اسمه جعفر الكذّاب يعاصر الإمام المهديّ عليهالسلام ويسعى لغصب مقامه. وبعد نقله لحديث الرسول صلىاللهعليهوآله وصف القائم بأنّه الثاني عشر من أوصياء النبيّ صلىاللهعليهوآله، فقال:
ثُمَّ تَمتَدُّ الغَيبَةُ بِوَلِيِّ اللّهِ عز و جل الثّاني عَشَرَ مِن أوصِياءِ رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله وَالأَئِمَّةِ بَعدَهُ.۶
1.. راجع: ج ۵ ص ۳۵۴ (القسم الحادي عشر / الفصل الأوّل / هل وقع البداء في وقت القيام).
2.. راجع: ج ۵ ص ۳۲۷ ح ۱۴۸۵ الكافي.
3.. راجع: ص ۱۹۷ ح ۵۰۵ كمال الدين.
4.. راجع: ص ۱۹۹ ح ۵۰۷ كمال الدين.
5.. راجع: ص ۲۰۰ (إخبار الإمام الحسين عليهالسلام عن غيبة المهديّ عليهالسلام).
6.. راجع: ص ۲۰۱ (إخبار الإمام زين العابدين عليهالسلام عن غيبة المهديّ عليهالسلام).