۲ / ۳
قِصَّةُ وِلادَتِهِ
۳۴۲.الغيبة للطوسيّ: أخبَرَنِي ابنُ أبي جيدٍ، عَن مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ الوَليدِ، عَنِ الصَّفّارِ مُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ القُمِّيِّ، عَن أبي عَبدِ اللّهِ المُطَهَّرِيِّ، عَن حَكيمَةَ بِنتِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الرِّضا، قالَت:
بَعَثَ إلَيَّ أبو مُحَمَّدٍ عليهالسلام سَنَةَ خَمسٍ وخَمسينَ ومِئَتَينِ فِي النِّصفِ مِن شَعبانَ، وقالَ: يا عَمَّةُ، اجعَلِي اللَّيلَةَ إفطارَكِ عِندي، فَإِنَّ اللّهَ عز و جل سَيَسُرُّكِ بِوَلِيِّهِ وحُجَّتِهِ عَلى خَلقِهِ خَليفَتي مِن بَعدي.
قالَت حَكيمَةُ: فَتَداخَلَني لِذلِكَ سُرورٌ شَديدٌ، وأَخَذتُ ثِيابي عَلَيَّ، وخَرَجتُ مِن ساعَتي حَتَّى انتَهَيتُ إلى أبي مُحَمَّدٍ عليهالسلام، وهُوَ جالِسٌ في صَحنِ دارِهِ، وجَواريهِ حَولَهُ، فَقُلتُ: جُعِلتُ فِداكَ يا سَيِّدي ! الخَلَفُ مِمَّن هُوَ ؟ قالَ: مِن سَوسَنَ، فَأَدَرتُ طَرفي فيهِنَّ فَلَم أرَ جارِيَةً عَلَيها أثَرٌ غَيرَ سَوسَنَ.
قالَت حَكيمَةُ: فَلَمّا أن صَلَّيتُ المَغرِبَ وَالعِشاءَ الآخِرَةَ، أتَيتُ بِالمائِدَةِ، فَأَفطَرتُ أنَا وسَوسَنُ وبايَتُّها۱ في بَيتٍ واحِدٍ، فَغَفَوتُ غَفوَةً ثُمَّ استَيقَظتُ، فَلَم أزَلَ مُفَكِّرَةً فيما وَعَدَني أبو مُحَمَّدٍ عليهالسلام مِن أمرِ وَلِيِّ اللّهِ عليهالسلام، فَقُمتُ قَبلَ الوَقتِ الَّذي كُنتُ أقومُ في كُلِّ لَيلَةٍ لِلصَّلاةِ، فَصَلَّيتُ صَلاةَ اللَّيلِ حَتّى بَلَغتُ إلَى الوَترِ، فَوَثَبَت سَوسَنُ فَزِعَةً، وخَرَجَت، وأَسبَغَتِ الوُضوءَ، ثُمَّ عادَت فَصَلَّت صَلاةَ اللَّيلِ وبَلَغَت إلَى الوَترِ، فَوَقَعَ في قَلبي أنَّ الفَجرَ قَد قَرُبَ، فَقُمتُ لِأَنظُرَ، فَإِذا بِالفَجرِ الأَوَّلِ قَد طَلَعَ، فَتَداخَلَ قَلبِيَ الشَّكُّ مِن وَعدِ أبي مُحَمَّدٍ عليهالسلام، فَناداني مِن حُجرَتِهِ: لا تَشُكّي، وكَأَ نَّكِ بِالأَمرِ السّاعَةَ قَد رَأَيتِهِ إن شاءَ اللّهُ تَعالى.