ـ وحتّى قبيل ذلك ـ ثنائيّة حضور الإمام إلى جانب ضرورة وجوده، فذهبوا إلى أنّ الإمام الحقيقيّ للمجتمع ظاهر حيناً وغائب حيناً آخر.
فرسول اللّه صلىاللهعليهوآله بصفته المسؤل الأوّل عن التعريف بالأئمّة وتنصيبهم، يقول في دعاء له:
اللّهُمَّ والِ مَن والى خُلَفائي وأئِمَّةَ أُمَّتي بَعدي... ولا تُخلِ الأَرضَ مِن قائِم ٍ مِنهُم بِحُجَّتِكَ، ظاهِراً أو خافِياً مَغموراً؛ لِئَلاّ يَبطُلَ دينُكَ وحُجَّتُكَ وبُرهانُكَ وبَيِّناتُكَ.۱
وقال الإمام عليّ عليهالسلام بمعرفة نبويّة وبإيمان باستجابة دعائه وبثقة مطلقة:
اعلَموا أنَّ الأَرضَ لا تَخلو مِن حُجَّةِ للّهِِ عز و جل، وَلكِنَّ اللّهَ سَيُعمي خَلقَهُ عَنها بِظُلمِهِم وجَورِهِم وإسرافِهِم عَلى أنفُسِهِم.۲
وكرّر في موضع آخر دعاء الرسول صلىاللهعليهوآله بأُسلوب مشابه۳، فقال مصرّحاً من على منبر الكوفة:
اللّهُمَّ إنَّهُ لا بُدَّ لَكَ مِن حُجَجٍ في أرضِكَ، حُجَّةٍ بَعدَ حُجَّةٍ عَلى خَلقِكَ، يَهدونَهُم إلى دينِكَ ويُعَلِّمونَهُم عِلمَكَ؛ كي لا يَتَفَرَّقَ أتباعُ أولِيائِكَ، ظاهِرٍ غَيرِ مُطاعٍ، أو مُكتَتَمٍ يُتَرَقَّبُ، إن غابَ عَنِ النّاسِ شَخصُهُم في حالِ هُدنَتِهِم فَلَم يَغِب عَنهُم قَديمُ مَبثوثِ عِلمِهِم، وَآدابُهُم في قُلوبِ المُؤِنينَ مُثبَتَةٌ، فَهُم بِها عامِلونَ.۴
واعتبر الإمام زين العابدين عليهالسلام الحجّة ضروريّاً لوجود عبادة اللّه عز و جل وبقائها من قبل البشر، وقسّمه إلى اثنين: ظاهر مشهور، أو غائب مستور.۵
ب ـ غياب سابق مماثل
اعتمد الأئمّة عليهمالسلام طرقاً ميسّرة لإزالة أرضيّة الدعوات المنكرة الناشئة من غرابة الغيبة،