المدخل۱
عرف المجتمع الإسلاميّ مفهوم الحكومة من بداياته، وألِف وجود الحكّام وظهورهم. كما أدرك المجتمع الشيعيّ مفهوم الإمامة والحضور الدائم للحجّة، على الرغم من أنّ الرواة والعلماء والحلقات المرتبطة بهم وحدهم الذين اطّلعوا على المفهوم الدقيق لهذا الحضور، ولم تُتِح أجواء القمع والتقيّة مجالاً لنشر هذا الوعي بين عموم الناس والنظر بعمق إليه.
وسعى أهل البيت منذ البدء أيضاً إلى ترويج وشرح مفهوم الإمامة، وتوعية الشيعة المرتبطين بهم بأنّ الحضور المتواصل للحجّة وحاجة الكون الدائمة له شيء يتباين مع ظهوره وتجلّيه للعيان. وطبيعيّ أن تصدر تلك المساعي متأطّرة بحدود الأجواء السائدة، ولهذا لم يشمل نطاقها الإعلاميّ والمعرفيّ جميعَ الشيعة، ولكنّ الجهود الدؤبة الناشطة لأهل البيت عليهمالسلام تمكّنت من تمهيد الأجواء الثقافيّة الشيعيّة العامّة لتقبّل الغيبة بمستوى مُقنع، وتقدّم أجوبة مناسبة لما اكتنف القضيّة الجديدة لغيبة إمام العصر عليهالسلام من أسئلة وغموض وإنكار وأجواء نسجها الأعداء والمارقون والمنحرفون فكريّاً.
ما سيأتي أشارة إلى جهود الأئمّة عليهمالسلام وأصحابهم في هذا الميدان، وسنذكر في النهاية خطوتين تدبيريّتين جانبيّتين، وعلى الرغم من عدم كونهما يصبّان مباشرة في رافد الإعداد