173
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

محطّ رحال لحوارات علميّة ودينيّة، وتُرجم إلى الفارسيّة، وكُتب له نقد بالفارسيّة والعربيّة.۱

تحليل ونقد

ذكرنا إلى هنا تقريراً مجملاً عن مصادر هذه القصّة، و نقول في تحليلها ونقدها:

۱ ـ لايمكن إثبات اتّصال هذه القصص من القرن الحادي عشر بالقرن السادس والسابع، وهو زمن ادّعاء وقوعها، إذ نقلت على سبيل الوجادة۲ وليس لها اعتبار كافٍ.

۲ ـ شكل القصّة ونمط سبكها، يوحي إلى الذهن أنّها نوع من السرد القصصيّ، وهو أجنبيّ عن ثقافتنا الحديثيّة.

۳ ـ لم يُعثر على أثر للجزيرة موضع الوصف في الأخبار الواردة، حتّى في الفترات الأخيرة مع تطوّر إمكانيّات البحث واتّساع نطاقها.

۴ ـ لايترتّب أيّ أثر اعتقاديّ على هذا الموضوع؛ لأنّ مكان معيشة الإمام عليه‏السلام وأُسرته موضوع تاريخيّ لا عقائديّ، فالمواضيع العقائديّة تحتاج ـ بسبب أهمّيّتها ـ إلى أدلّة معتبرة لإثباتها، بل لا تشملها أيضا حجّيّة خبر الواحد كما يرى ذلك بعض الباحثين، ولهذا لايمكن استنتاج بحوث عقائديّة من هذه القصص.

1.. من بين الانتقادات المهمّة أنّه لا توجد في المنطقة المسمّاة ب«مثلث برمودا» المياه الفاصلة بين ثلاثة دول : برمودا ، باهاما وپورتوريكو أيّ جزيرة ، خلافا للشائعات والقصص المتداولة حولها ، أمّا سواحل هذه البلدان الثلاثة فعبارة عن قرى سياحيّة جميلة تقع في شرق أمريكا ، ولم تنشر أو تعلن المنظّمات العالميّة ، كمنظمة الملاحة الجويّة ، والملاحة البحريّة ، والأنواء الجويّة ، والصندوق الدولي للطبيعة ، وأيضا الدول والناس والسائحين ـ عن أيّ حادثة غير طبيعيّة أو طبيعيّة غير متعارفة في هذه المنطقة .

2.. أي نُقلت من النسخ المنسوبة إلى المحدّثين السابقين من دون رواية معتبرة وسلسلة رواة وإجازة رواية.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
172

يذمّهم، وعندئذٍ قال الشخص المجهول: أُريد أن أروي لكم قصّة:

خرجت مع مجموعة من مدينتنا المعروفة بالباهية۱ نريد السفر بحراً، ثمّ وصلنا جزراً لايعرفها حتّى ربّان السفينة، فسألنا عن الجزيرة التي أرسينا بها، قالوا: اسمها المباركة وسلطانها الطاهر، فسألنا عن مكان حكومته، قالوا: هي الزاهرة، وتبعد عن هنا عشر ليالٍ في البحر وخمساً وعشرين ليلة في البرّ، وأهلها مسلمون.

ثمّ سألناهم عن نائب سلطان هذه المدينة، فأدلّونا على رجل صالح، وذهبنا إليه، فأراد أن يأخذ الجزية من اليهود والنصارى، وعرّف آخرين بأنّهم خوارج، وبهذا لا تُحترم أموالهم، فلمّا عرف أُولئك أنّ أموالهم معرّضة للنهب سألوه أن يحتملهم إلى سلطانهم، فأجابهم إلى ذلك. وتحرّكنا نحو الزاهرة، ثمّ وجدناها مدينة جميلة، طيّب هواؤا عذب ماؤا، وذهبنا إلى الطاهر الذي عرّف نفسه بأنّه ابن صاحب الأمر عليه‏السلام، وذهبنا بعد الزاهرة إلى مدينة أُخرى باسم الراقية، وسلطانها القاسم ابن صاحب الأمر عليه‏السلام، وبعدها إلى مدينة أُخرى باسم الصافية، وسلطانها إبراهيم ابن صاحب الأمر عليه‏السلام، وبعدها إلى مدينتين أُخريين هما ظلوم وعناطيس، ويحكمانهما: عبد الرحمن وهشام ابنا صاحب الأمر عليه‏السلام، وفي هذه المدن الخمس ما كان يعيش إلاّ الشيعة.

ولمّا سمع الوزير القصّة هدّدنا وحذّرنا جميعاً من إعادة ما سمعناه أو إجرائه على ألفاظنا.۲

وأُعيد طرح موضوع الجزيرة الخضراء ثانية في الفترة المعاصرة وتزامناً مع انتصار الثورة الإسلاميّة، بتأليف كتاب يحمل اسم «مثلث برمودا في بحار الشيخ المجلسيّ: دراسة مفصّلة لظاهرة مثلث برمودا والصحون الطائرة وبحث خاصّ حول الإمام المهديّ عليه‏السلام»، غدا

1.. الظاهر المقصود هنا منطقة «باهيا» في البرازيل مستعمرة البرتغال قديما ، التي تحدّث عنها القسّ البرتغالي الذي أسلم في العصر الصفوي (عليقلي ، في كتاب سيف المؤمنين «جديد الإسلام» : ص (۴۸۵) وقال : إنّ «جزيرة الغيب» التي تقع في المياه المقابلة لهذه المنطقة ، تنطبق على «الجزيرة الخضراء» .

2.. جنّة المأوى : ص ۲۱۳ ـ ۲۲۰ الحكاية الثانية .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16284
صفحه از 518
پرینت  ارسال به