الخضراء مع القافلة التي أتت بأرزاق الشيعة في تلك المنطقة، فرآها زاهية عامرة بالخضار. وزار هناك شخصاً باسم السيّد شمس الدين محمّد العالم الذي يعرّف نفسه بأنّه نائب خاصّ لإمام العصر والزمان عليهالسلام، فتجري حوارات وأسئلة وأجوبة بينه وبين شمس الدين، ثمّ يعرف من المحيطين به أنّه أحد أحفاد الإمام عليهالسلام، وتتواصل القصّة بنقل عدد من الأسئلة والأجوبة.۱
توجد النسخة الأصليّة لهذه الرسالة بالعربيّة وترجع كتابتها إلى سنة (۶۹۹ ه)، ونسب الشيخ الطهرانيّ ترجمتها الفارسيّة ـ التي توجد منها نُسخ متعدّدة ـ للمحقّق الكركيّ (ت۹۴۰ه)۲، ونسبها آخرون إلى مير شمس الدين محمّد بن أسد اللّه الشوشتري.۳
۲ ـ القصّة الأُخرى رواها المحدّث النوريّ في كتابه جنّة المأوى، وتنصّ على أنّ كمال الدين أحمد بن محمّد بن يحيى الأنباريّ وقع له سنة ۵۴۳ ه ما يشابه الحادثة السابقة، والمحدّث النوريّ نقل القصّة عن كتاب التعازي للشريف الزاهد محمّد بن عليّ العلويّ (ت ۴۴۵ ه)۴، والصراط المستقيم لعليّ بن يونس البياضيّ (ت ۸۷۷ ه)، وكذلك عن طريق السيّد نعمة اللّه الجزائريّ في الأنوار النعمانيّة، عن عليّ بن فتح اللّه الكاشانيّ، وهو عن الشريف الزاهد العلويّ.
وخلاصة القصّة وفقاً لنقل المحدّث النوريّ كما يلي:
قال أحمد بن محمّد الأنباريّ: كنّا في إحدى الليالي في بيت الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة مع جماعة من ضيوف آخرين، وضمّ ذلك المجلس شخصاً مجهولاً أكثرَ الوزيرُ في إكرامه، وفي نهاية أحاديثنا ذكر الوزيرُ قلّةَ عدد الشيعة وراح
1.. بحار الأنوار: ج ۵۲ ص ۱۵۹ ـ ۱۷۴.
2.. الذريعة إلى تصانيف الشيعة: ج ۴ ص ۹۳.
3.. يرى بعض الباحثين أنّ هذه النسبة لا تطابق الواقع؛ لأنّه لم يُنقل أنّ المحقّق الكركيّ ألّف أو ترجم بالفارسية راجع: مقالة «حكايت جزيره خضرا» (بالفارسيّة لرسول جعفريان، الهامش ۵) .
4.. تكمن المشكلة في أنّ هذه القصّة وقعت بعد قرن من وفاة الزاهد العلويّ مؤلّف التعازي واُلحقت من قِبل مؤلّف مجهول بملحقات خاتمة نسخة من نسخ هذا الكتاب . علما أنّ هذه القصّة ذاتها جاءت في كتاب الصراط المستقيم (ج ۲ ص ۲۶۴) دون ذكر مصدرها .