171
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

الخضراء مع القافلة التي أتت بأرزاق الشيعة في تلك المنطقة، فرآها زاهية عامرة بالخضار. وزار هناك شخصاً باسم السيّد شمس الدين محمّد العالم الذي يعرّف نفسه بأنّه نائب خاصّ لإمام العصر والزمان عليه‏السلام، فتجري حوارات وأسئلة وأجوبة بينه وبين شمس الدين، ثمّ يعرف من المحيطين به أنّه أحد أحفاد الإمام عليه‏السلام، وتتواصل القصّة بنقل عدد من الأسئلة والأجوبة.۱

توجد النسخة الأصليّة لهذه الرسالة بالعربيّة وترجع كتابتها إلى سنة (۶۹۹ ه)، ونسب الشيخ الطهرانيّ ترجمتها الفارسيّة ـ التي توجد منها نُسخ متعدّدة ـ للمحقّق الكركيّ (ت۹۴۰ه)۲، ونسبها آخرون إلى مير شمس الدين محمّد بن أسد اللّه‏ الشوشتري.۳

۲ ـ القصّة الأُخرى رواها المحدّث النوريّ في كتابه جنّة المأوى، وتنصّ على أنّ كمال الدين أحمد بن محمّد بن يحيى الأنباريّ وقع له سنة ۵۴۳ ه ما يشابه الحادثة السابقة، والمحدّث النوريّ نقل القصّة عن كتاب التعازي للشريف الزاهد محمّد بن عليّ العلويّ (ت ۴۴۵ ه)۴، والصراط المستقيم لعليّ بن يونس البياضيّ (ت ۸۷۷ ه)، وكذلك عن طريق السيّد نعمة اللّه‏ الجزائريّ في الأنوار النعمانيّة، عن عليّ بن فتح اللّه‏ الكاشانيّ، وهو عن الشريف الزاهد العلويّ.

وخلاصة القصّة وفقاً لنقل المحدّث النوريّ كما يلي:

قال أحمد بن محمّد الأنباريّ: كنّا في إحدى الليالي في بيت الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة مع جماعة من ضيوف آخرين، وضمّ ذلك المجلس شخصاً مجهولاً أكثرَ الوزيرُ في إكرامه، وفي نهاية أحاديثنا ذكر الوزيرُ قلّةَ عدد الشيعة وراح

1.. بحار الأنوار: ج ۵۲ ص ۱۵۹ ـ ۱۷۴.

2.. الذريعة إلى تصانيف الشيعة: ج ۴ ص ۹۳.

3.. يرى بعض الباحثين أنّ هذه النسبة لا تطابق الواقع؛ لأنّه لم يُنقل أنّ المحقّق الكركيّ ألّف أو ترجم بالفارسية راجع: مقالة «حكايت جزيره خضرا» (بالفارسيّة لرسول جعفريان، الهامش ۵) .

4.. تكمن المشكلة في أنّ هذه القصّة وقعت بعد قرن من وفاة الزاهد العلويّ مؤلّف التعازي واُلحقت من قِبل مؤلّف مجهول بملحقات خاتمة نسخة من نسخ هذا الكتاب . علما أنّ هذه القصّة ذاتها جاءت في كتاب الصراط المستقيم (ج ۲ ص ۲۶۴) دون ذكر مصدرها .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
170

كانت لفترة في القرنين الخامس والسادس الهجري تحت حكم السادة الأدارسة من بني حمود، منهم: المهدي محمّد بن إدريس بن علي، والمهدي محمّد بن قاسم بن حمود، أو مؤسّس سلسلة الموحّدون، المهديّ صاحب الأمر محمّد بن تومَرت الحسني. هذه المنطقة كثيرة الخضرة تتمتّع بمياه ومناخ البحر المتوسط. في الماضي كان البحر يضرب أسوارها طوال السنّة حائلاً بينها وبين الساحل، لذا سمّيت جزيرة، لكن في القرون الأخيرة اتّصلت بساحل «كاديس» «قادص» الأسباني، وشكّلت بذلك ميناء وخليج الخسيراس (الخضراء)، ولم يبقى قبالتها إلاّ جزيرة صغيرة وخضراء تسمّى «اُمّ حكيم».

ودخلت ثقافةَ الشيعة في عهد الصفويّين على أنّها مكان إقامة صاحب الزمان عليه‏السلام وسَكَنه.

جاءت هذه القصّة في خبرين طرحتهما المصادر الحديثيّة والاعتقاديّة وفقاً للعرض الآتي:

۱ ـ حادثة وقعت لزين الدين عليّ بن فاضل المازندرانيّ في الحادي عشر من شوال سنة ۶۹۱ ه، وحكاها للفضل بن يحيى الطيّبيّ بالنجف في الخامس عشر من شعبان سنة ۶۹۹ ه، وسمعها الفضل بن يحيى قبل هذا التاريخ من شخصين آخرين ؛ أحدهما شمس الدين بن نجيح الحلّيّ، والآخر جلال الدين عبد الدين بن حرام الحلّيّ، فكتبها الفضل في رسالة استقطبت اهتمامُ علماء الشيعة.

وخلاصة القصّة كما يلي:

سافر زين العابدين مع أحد أساتذته ـ وهو حنفيّ المذهب ـ إلى مصر، ومن هناك توجّه إلى الأندلس وجزرها، فسمع الناس في رحلته يتحدّثون عن «جزر الرافضة»، لذلك عزم على السفر إليها، وبعد ثلاثة أيّام وصل إلى جزر ذات قلاع محكمة يقطنها أُناس من الشيعة، فسألهم: من أين تأتيكم ميرتكم ؟ فأجابوه: من الجزيرة الخضراء في البحر الأبيض التي يسكنها أبناء الإمام صاحب الزمان عليه‏السلام ويفصلها عنّا أربعة أشهر من السفر. فأحبّ أن يرحل إلى هناك، وسافر إلى الجزيرة

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16331
صفحه از 518
پرینت  ارسال به