17
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

أكثر الإمامية يعتقدون بهذا الرأي، فقال الجمهور منهم بإمامة ابنه القائم المنتظر، واختلفوا في سنّه عند وفاة أبيه، فقال كثير منهم: كان سنّه إذ ذاك خمس سنين؛ لأنّ أباه توفّي سنة ستّين ومئتين وكان مولد القائم سنة خمس وخمسين ومئتين.۱

كما توجد أخبار أُخرى عن تاريخ ولادة إمام العصر، مثل السنوات: ۲۵۴۲، و۲۵۷۳، و۲۵۸۴، و۲۵۲.۵ غير أنّها بأجمعها ليست معتبرة.

۲. مكان الولادة

من الطبيعيّ أن يولد الإمام المهديّ عليه‏السلام في سامراء۶ نظراً للإقامة الجبريّة لوالده الإمام

1.. الفصول المختارة: ص ۳۱۸.

2.. راجع: ص ۷۶ ح ۴۰۱ كمال الدين ومجموعة نفيسة (مسارّ الشيعة): ص ۷۳.

3.. راجع: ص ۸ ح ۳۳۰ روضة الواعظين و ص ۳۴ ح ۳۴۸ (دلائل الإمامة).

4.. مجموعة نفيسة تاريخ الأئمّة: ص ۱۵، كشف الغمّة: ج ۳ ص ۲۲۷؛ مطالب السؤل: ج ۲ ص ۱۵۲، بحار الأنوار: ج ۵۱ ص ۲۳ ح ۳۵.

5.. راجع: ص ۹ ح ۳۳۳ الفصول المختارة .

6.. تقع مدينة سامرّاء أو سرّ من رأى على مسافة ۱۲۵ كيلومتراً شرق محافظة بغداد، وهي من مدن العراق القديمة، خُرّبت وعُمّرت عدّة مرّات على طول التاريخ. بُنيت على الضفة الشرقيّة من نهر دجلة، وأحياها المعتصم العبّاسي سنة ۲۱۱ه حيث نقل العاصمة من بغداد إليها، وزاد المتوكّل من إعمارها، فغدت مركزاً لتجمّع الجنود والمسؤلين الحكوميّين وكأنّها معسكر كبير؛ إذ أنّ أغلب جنوده من الأتراك، وتسبّبوا في مضايقات لسكّان بغداد كما قيل، فشيّد سامراء ونقل إليها الجند.
طراز بنائها وبرجها وقلعتها وحتّى مسجدها ومئذنته الملويّة الكبيرة، تعطي انطباعاً عن الأجواء العسكريّة السائدة فيها، ويعدّ المسجد والقلعة من أكبر وأعلى النماذج في الوطن الإسلاميّ.
استمرّت سامرّاء عاصمةً للدولة العبّاسيّة من عهد المعتصم إلى المعتمد ت۲۷۹ه الذي أعاد العاصمة إلى بغداد ثانية، حتّى إذا ما جاء المعتضد تحوّلت بغداد بنحوٍ كلّي إلى مركز للحكم.
اشتملت سامراء على محلّة باسم عسكر المعتصم، وسكن فيها الإمامان الهادي والعسكريّ عليهماالسلام، ولهذا لُقّبا بالعسكريّين، حيث أُبعد الإمام الهادي إلى هذه المدينة العسكريّة بأمر المتوكّل سنة ۲۳۳ه لكي يظلّ تحت رقابة وكلاء الحكومة وعملائها. وعلى الرغم من وجود أُناس عاديّين يقطنونها إلاّ أنّ الأجواء الغالبة عليها مأخوذة من ثقافة الجنود وروحيّاتهم وأخلاقهم؛ لأنّها بُنيت من أجلهم. سكن الإمامان عليهماالسلام في المكان ذاته الذي دفنا فيه و بني عليه مرقداهما الشريفان .
وبعد انتقال العاصمة إلى بغداد، تحوّلت سامرّاء إلى أرض خربة لم يبقَ منها شيء سوى مرقد الإمامين الهادي والعسكريّ عليهماالسلام وهو ما اشتهرت به، حيث بُني وتوسّع هذا المرقد في عهد البويهيّين (راجع: معجم البلدان: ج ۳ ص ۱۷۳ والأنساب للسمعاني: ج ۳ ص ۲۰۲ وتاريخ الطبريّ : ج ۹ ص ۱۶۳ والكامل في التاريخ: ج ۴ ص ۵۶۶ والبداية والنهاية: ج ۱۱ ص ۶۵ وتاريخ اليعقوبي: ج ۲ ص ۴۸۴ وأعيان الشيعة: ج ۸ ص ۴۱۶ وتاريخ الغيبة الصغرى: ج ۱ ص ۵۵) .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
16

الروايات الحاكية عن ولادته في سنة ۲۵۶ ه.۱

واختار العلاّمة الشوشتريّ رأي الشيخ الطوسيّ بعد نقله لمختلف الأخبار، حيث قال:

فالأظهر هو القول الثاني (سنة ستّ)؛ لكون رواياته خمسة، بخلاف الأوّل (سنة خمس) فليس فيه إلاّ خبران: خبر حكيمة و خبر محمّد بن عليّ العبّاسيّ عن الفضل. وترجيح النوريّ الأوّل بأنّ خبر الفضل صحيح غير صحيح؛ لعدم وصول غيبة الفضل إلينا بإسناد، وإنّما نُقل عن خطّ، مجهول، والقدماء لا يجيزون العمل بمثله.۲

ونقل العلاّمة المجلسي تاريخ ۲۵۵ هـ عن الكافي، وتاريخ ۲۵۶ هـ عن كتاب كمال الدين والغيبة للشيخ الطوسي، ثمّ قال:

وربّما يجمع بينه وبين ما ورد من خمس وخمسين... [بحمل] إحداهما على الشمسيّة والأُخرى على القمريّة.۳

وقال العلاّمة الشوشتريّ في نقد هذا الرأي:

وهو وهم؛ فإنّه مع عدم تعارف الشمسيّة في الكتب العربيّة، ولاسيّما في الشرعيّة، يكون التفاوت بينهما أكثر من ستّ سنين لا سنة.۴

ويمكن أن يضاف إلى هذا النقد أنّ الأخبار الحاكية عن سنة ۲۵۵ صرّحت بالشهر القمري، ولا يجوز القول بأنّ الراوي ذكر السنّة بالتاريخ الهجري الشمسي والشهر بالتاريخ الهجري القمري؛ وبناء على ذلك لايمكن الجمع بين هذين الخبرين.

ويبدو أنّ المرجّح من بين الخبرين هو الرأي المشهور بين كبار علماء الشيعة؛ أي سنة ۲۵۵ه ؛ لأنّ أعلام الشيعة في القرون الأُولى ـ ومنهم: الكليني والصدوق والمفيد والكراجكيّ ـ قبلوا به أيضاً، وكما قال الشيخ المفيد:

1.. الغيبة للطوسيّ : ص ۴۱۹ وراجع هذه الموسوعة: ص ۵۷ ح ۳۷۶ الكافي.

2.. رسالة في تواريخ النبيّ والآل: ص ۲۴.

3.. بحار الأنوار: ج ۵۱ ص ۴ ح ۴.

4.. رسالة في تواريخ النبيّ والآل: ص ۲۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14024
صفحه از 518
پرینت  ارسال به