169
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

الحتميّة، وطبيعيّ أن تُحلّ المشاكل فيه. ونحن نعلم بأنّ كثيراً من الأشخاص كانت لديهم معضلات لاتنحلّ ظاهراً، فذهبوا هناك وحُلّت مشاكلهم.

وقد أُصيب الإمام الخمينيّ رحمه‏الله بمرض يبدو احتمال النجاة منه بعيداً، والخبر لمّا ينتشر بين الناس بعد، فأقبل ابن خالي الدكتور ولائي مع أحد الوزراء للفحص وقال: إنّ حالته خطرة. ولم يعلم أحد أيضاً بأنّه مريض. فقلت مع أحد الأصدقاء بأنّنا يجب أن نذهب إلى مسجد جمكران ونتوسّل لشفائه. فذهبنا والحمد للّه‏ زال الخطر الذي كان يبدو احتمال النجاة منه بعيداً.

وعلى كلّ حال، فما لدينا هو تجربة كهذه عن مسجد جمكران، ولأشخاص آخرين تجارب مختلفة أيضاً۱.۲

۷ / ۴

الجَزيرَةُ الخَضراء

أحد المواضيع التي يطرحها الشيعة وأتباع الإمام الحيّ الغائب هو مكان سكنه ومعيشته، ويمكن القول بأنّ فكرة «الجزيرة الخضراء» تأتي جواباً عن هذه التساؤات.۳

والجزيرة الخضراء منطقة في جنوب إسبانيا بالقرب من مضيق جبل طارق، ورد اسمها في كتب تاريخ الأندلس والمغرب، وذُكرت في المصادر القديمة باسم «باب الأندلس»،

1.. ماهنامه پاسدار اسلام بالفارسيّة: الرقم ۳۸۵ ـ ۳۸۶ ص ۲۰.

2.. أجاب آية اللّه‏ رضا بهاء الديني رحمه‏الله عن سؤل: ماهو رأيكم بمسجد جمكران؟ فقال: «ما رأيته بنفسي هو تغيّر حالي في جواره ما يقرب من عشر مرّات وزال عنه ما يكدره». كما نقل آية اللّه‏ بهجت كرامة عجيبة لهذا المسجد. لمزيد الاطّلاع راجع: زمزم عرفان بالفارسيّة : ص ۲۹۲ «امداد غيبى در تعمير مسجد جمكران».

3.. جدير ذكره أنّ مسألة الاعتقاد بالإمام الموعود الغائب ، وكذلك الكلام حول مسكنه ومأواه في أيّام غيبته ـ كما تقدّم في بداية هذه الموسوعة ج ۱ / المقدّمة / المنقذ المنتظر في الأديان الإبراهيميّة وغير الإبراهيميّة ـ لا يختصّ بالمسلمين والشيعة فقط ، فهناك فرقة من المسيحيين تسمّى «السپاستيانيين» تعتقد بأنّ ملكها المقدّس سپاستيانوس يسكن في «جزيرة الغيب» ، وسيظهر في يوم ما وسيحمل العالم على الدين المسيحي ، ويخضعه ويوحّده تحت لواء سلطنته (راجع : كتاب سيف المؤمنين : ص ۴۸۱ ـ ۴۸۶) .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
168

۲ ـ ممّا يستقطب الاهتمام تردّد بعض العلماء القدماء على هذا المسجد؛ كالفيض الكاشانيّ (ت۱۰۹۱ه.) وابنه، والشيخ البهائيّ (ت۱۰۳۱ه.) ومحمّد تقي المجلسيّ (ت۱۰۷۰ه.)، وكذلك تردّد بعض المراجع والعلماء على هذا المكان، ويمكن أن يكون مستنداً لمطلوبيّة أداء هذه الأعمال العباديّة.۱

قال آية اللّه‏ الصافي الكلبايكانيّ:

يفتخر علماؤا وعظماؤا جميعهم بمسجد جمكران، فالمرحوم والدي ـ رحمة اللّه‏ عليه ـ كان يذهب إليه راجلاً ومع وجود الخيل في ذلك الوقت، وبعضهم يُصرّ عليه ليركبها، إلاّ أنّه يقول: أُريد أن أذهب راجلاً. ويؤّي هذا العمل بطريقة خاصّة... أنا أفتخر بانني خادم لهذا المسجد.۲

۳ ـ المعجزات والكرامات التي تحقّقت في هذا المكان يمكن أن تعدّ شاهداً على اهتمام وعناية إمام العصر والزمان عليه‏السلام بهذا المسجد.۳

قال آية اللّه‏ الشبيريّ وهو ينظر إلى مسجد جمكران من هذه الزاوية:

إذا ألقى أحد شبهة حول قضيّة تاريخ المسجد، فلا يمكنه إنكار القضايا اليقينيّة المباشرة والمتواترة، فكثير من الأشخاص يذهبون إلى هناك ويتوسّلون فتحلّ المعضلات من مشاكلهم.

هذا المسجد مكانٌ توسَّلَ فيه الأولياء والمقدّسون والرجال الروحيّون بالشخص الأوّل الفعليّ للعالَم أعواماً طويلة؛ وبناء عليه فمسجد جمكران محطّ لعناية اللّه‏

1.. جاءت في هامش كتاب تاريخ قم، تحقيق محمّد رضا الأنصاريّ القمّي ص ۱۱۳ ملاحظة بخطّ علم الهدى بن الفيض الكاشانيّ (ت۱۰۹۱ه.ق) بالنحو الآتي:«تشرّفنا في سنة ۱۰۸۱ه.ق مع الوالد مولانا حجّة اللّه‏ في العالمين ـ روحي فداه ـ بزيارة حرم أهل البيت صلوات اللّه‏ عليهم، ثمّ تشرّفنا بزيارة مسجد جمكران في أطراف قمّ المشرّفة. وأنا الحقير الفقير سمعت من الوالد المكرّم ـ روحي فداه ـ أنّ مولانا الشيخ محمّد بهاء الدين العامليّ ـ عطّر اللّه‏ مرقده ـ ومولانا حضرة الآخوند الملاّ محمّد تقي المجلسيّ ـ عطّر اللّه‏ مضجعه ـ كانا يتشرّفان بزيارة هذا المكان المقدّس».

2.. ماهنامه پاسدار اسلام بالفارسيّة: الرقم ۳۸۵ ـ ۳۸۶ ص ۲۱.

3.. راجع: ج ۴ ص ۸ (القسم السادس / الفصل الخامس / تشرّف عبد الرحيم بلورساز بلقاء الإمام) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14186
صفحه از 518
پرینت  ارسال به