163
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

شديدة، فإنّ اللّه‏ يشفي جميعهم، وذلك المعز أبلق۱، كثير الشعر، وعليه سبع علامات سود وبيض: ثلاث على جانب وأربع على جانب، سود وبيض كالدراهم.

فذهبت، فأرجعوني ثالثة، وقال عليه‏السلام: تقيم بهذا المكان سبعين يوماً أو سبعاً، فإن حملت على السبع انطبق على ليلة القدر، وهو الثالث والعشرون، وإن حملت على السبعين انطبق على الخامس والعشرين من ذي القعدة، وكلاهما يوم مبارك.

قال حسن بن مثلة: فعدت حتّى وصلت إلى داري، ولم أزل الليل متفكّراً حتّى أسفر الصبح، فأدّيت الفريضة، وجئت إلى عليّ بن المنذر فقصصت عليه الحال، فجاء معي حتّى بلغت المكان الذي ذهبوا بي إليه البارحة، فقال: واللّه‏ إنّ العلامة التي قال لي الإمام واحد منها أنّ هذه السلاسل والأوتاد ههنا.

فذهبنا إلى السيّد الشريف أبي الحسن الرضا، فلمّا وصلنا إلى باب داره رأينا خدّامه وغلمانه يقولون: إنّ السيّد أبا الحسن الرضا ينتظرك من سَحَر، أنت من جمكران؟ قلت: نعم.

فدخلت عليه الساعة، وسلّمت عليه وخضعت، فأحسن في الجواب وأكرمني ومكّن لي في مجلسه، وسبقني قبل أن اُحدّثه وقال: يا حسن بن مثلة، إنّي كنت نائماً فرأيت شخصاً يقول لي: إنّ رجلاً من جمكران يقال له: حسن بن مثلة يأتيك بالغدوّ، ولتُصَدّقنّ ما يقول، واعتمد على قوله، فإنّ قوله قولُنا، فلا تردّنّ عليه قوله. فانتبهتُ من رقدتي، وكنت أنتظرك الآن.

فقصّ عليه الحسن بن مثلة القصص مشروحاً، فأمر بالخيول لتُسرج، وخرجوا فركبوا، فلما قربوا من القرية رأوا جعفر الراعي وله قطيع على جانب الطريق، فدخل حسن بن مثلة بين القطيع، وكان ذلك المعز خلف القطيع، فأقبل المعز عادياً إلى الحسن بن مثلة، فأخذه الحسن ليَعطي ثمنه الراعي ويأتي به، فأقسم جعفر الراعي أنّي ما رأيت هذا المعز قطّ ولم يكن في قطيعي، إلاّ أنّي رأيتُه وكلّما اُريد أن

1.. البَلَق : سوادٌ وبياض تاج العروس : ج ۱۳ ص ۴۵ «بلق» .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
162

شابّين، فلم تنتبه من غفلتك، فإن لم تفعل ذلك لأصابك من نقمة اللّه‏ من حيث لا تشعر.

قال حسن بن مثلة: [قلت:] يا سيّدي، لا بدّ لي في ذلك من علامة، فانّ القوم لا يقبلون ما لا علامة ولا حجّة عليه، ولا يصدّقون قولي.

قال: إنّا سنُعلم هناك فاذهب وبلّغ رسالتنا، واذهب إلى السيّد أبي الحسن وقل له يجيء ويحضره ويطالبه بما أخذ من منافع تلك السنين، ويعطيه الناس حتّى يبنوا المسجد، ويتمّ ما نقص منه من غلّة رهق ملكنا بناحية أردهال ويتمّ المسجد، وقد وقفنا نصف رهق على هذا المسجد، ليجلب غلّته كل عام، ويصرف إلى عمارته.

وقل للناس: ليرغبوا إلى هذا الموضع ويعزّروه، ويصلّوا هنا أربع ركعات للتحيّة؛ في كلّ ركعة يقرأ سورة الحمد مرّة، وسورة الإخلاص سبع مرّات، ويسبح في الركوع والسجود سبع مرّات، وركعتان للإمام صاحب الزمان عليه‏السلام هكذا: يقرأ الفاتحة، فإذا وصل إلى «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ» كرّره مئة مرّة، ثمّ يقرؤها إلى آخرها، وهكذا يصنع في الركعة الثانية، ويسبّح في الركوع والسجود سبع مرّات، فإذا أتمّ الصلاة يهلّل ويسبّح تسبيح فاطمة الزهراء عليهاالسلام، فإذا فرغ من التسبيح يسجد ويصلّي على النبيّ وآله مئة مرة.

ثم قال عليه‏السلام ما هذه حكايةُ لفظِه: فَمَن صَلاّها فَكَأنَّما صَلّى في البَيتِ الَتيق.

قال حسن بن مثلة: قلت في نفسي: كأنّ هذا موضع أنت تزعم أنّما هذا المسجد للإمام صاحب الزمان ـ مشيراً إلى ذلك الفتى المتّكئ على الوسائد ـ، فأشار ذلك الفتى إلَيّ أن اذهب.

فرجعت، فلمّا سرت بعض الطريق دعاني ثانية، وقال: إنّ في قطيع جعفر الكاشانيّ الراعي معزاً يجب أن تشتريه، فإن أعطاك أهلُ القرية الثمن تشتريه، وإلاّ فتعطي من مالك، وتجيء به إلى هذا الموضع، وتذبحه الليلة الآتية، ثمّ تُنفق يوم الأربعاء الثامن عشر من شهر رمضان المبارك لحم ذلك المعز على المرضى ومن به علّة

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14632
صفحه از 518
پرینت  ارسال به