161
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

في تاريخ قم تأليف الشيخ الفاضل الحسن بن محمّد بن الحسن القمّي من كتاب مؤنس الحزين في معرفة الحقّ واليقين، من مصنّفات أبي جعفر محمّد بن بابويه القمّي ما لفظه بالعربيّة: باب ذكر بناء مسجد جمكران، بأمر الإمام المهديّ عليه صلوات اللّه‏ الرحمن وعلى آبائه المغفرة، سبب بناء المسجد المقدّس في جمكران بأمر الإمام عليه‏السلام على ما أخبر به الشيخ العفيف الصالح حسن بن مثلة الجمكرانيّ، قال:

كنت ليلة الثلاثاء السابع عشر من رمضان المبارك سنة ثلاث وتسعين وثلاثمئة نائماً في بيتي، فلمّا مضى نصف من الليل فإذا بجماعة من الناس على باب بيتي فأيقظوني، وقالوا: قم وأجب الإمام المهديّ صاحب الزمان فإنه يدعوك.

قال: فقمت وتعبّأت وتهيّأت، فقلت: دعوني حتى ألبس قميصي، فإذا بنداء من جانب الباب: «هُوَ ما كانَ قَميصَك»، فتركته وأخذت سراويلي، فنودي: «لَيسَ ذلِكَ مِنكَ، فَخُذ سَراويلَك»، فألقيته وأخذت سراويلي ولبسته، فقمت إلى مفتاح الباب أطلبه فنودي: «البابُ مَفتوحٌ».

فلمّا جئت إلى الباب رأيت قوماً من الأكابر، فسلّمت عليهم، فردّوا ورحّبوا بي، وذهبوا بي إلى موضعٍ هو المسجد الآن، فلمّا أمعنت النظر رأيت أريكة فُرشت عليها فراش حسان، وعليها وسائد حسان، ورأيت فتى في زيّ ابن ثلاثين متّكئاً عليها، وبين يديه شيخ، وبيده كتاب يقرؤه عليه، وحوله أكثر من ستّين رجلاً يصلّون في تلك البقعة، وعلى بعضهم ثيابٌ بيض، وعلى بعضهم ثياب خضر. وكان ذلك الشيخ هو الخضر عليه‏السلام، فأجلسني ذلك الشيخ عليه‏السلام، ودعاني الإمام باسمي، وقال:

اذهب إلى حسن بن مسلم، وقل له: إنّك تعمر هذه الأرض منذ سنين وتزرعها، ونحن نخربها، زرعت خمس سنين، والعام أيضاً أنت على حالك من الزراعة والعمارة، ولا رخصة لك في العود إليها، وعليك ردّ ما انتفعت به من غلاّت هذه الأرض ليُبنى فيها مسجد.

وقل لحسن بن مسلم: إنّ هذه أرض شريفة قد اختارها اللّه‏ تعالى من غيرها من الأراضي وشرّفها، وأنت قد أضفتها إلى أرضك، وقد جزاك اللّه‏ بموت ولدين لك


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
160

إذا أردت أن تمضي إلى السهلة فاجعل ذلك بين المغرب والعشاء الآخرة من ليلة الأربعاء؛ وهو أفضل من غيره من الأوقات.۱

۲. مسجد جمكران

أ ـ للمسجد في الثقافة الإسلاميّة مكانة خاصّة، إذ عُرف ببيت اللّه‏ وعُشّ المؤنين. وإكرامه واحترامه واجب، والإساءة إليه عمل قبيح منهيّ عنه، وتنجيسه حرام، ولايجوز للجنب والحائض الدخول إليه؛ ولهذا أكّد زعماؤا الدينيّون على بناء المسجد والتردّد عليه.۲

ب ـ إنّ عبادة اللّه‏ تعالى بأيّ شكل وإطار وبخاصّة الصلاة وقراءة القرآن أمر مطلوب في كلّ زمان ومكان، وتزداد أهمّيّته في أزمنة وأمكنة معيّنة، فثواب العبادة يتضاعف مرّات عديدة في المساجد والأوقات الدينيّة الخاصّة؛ كيوم الجمعة وشهر رمضان المبارك.

ج ـ يوجد بمدينة قمّ مكان باسم مسجد جمكران يُنسب إلى إمام العصر والزمان عليه‏السلام، وهو جدير بالتقدير والاحترام استناداً إلى المقدّمتين المذكورتين بصفته بيتاً للّه‏، ومكاناً لأداء الأعمال العباديّة، بغضّ النظر عن وثائقه التاريخيّة وصحّتها وسقمها، والتردّد عليه والصلاة وأداء العبادات فيه أمر مرغوب لايحتاج إلى مستند تاريخيّ موثّق.

بعد هذه المقدّمة نقدّم عرضاً تاريخيّاً لهذا المكان ووثائقه:

جاء في بعض المصادر التاريخيّة والحديثيّة أنّ شخصاً باسم حسن بن مثلة الجمكرانيّ أمره الإمام صاحب الزمان عليه‏السلام ببناء هذا المسجد سنة ۳۹۳ه، كما أمره أيضاً بحثّ الناس وترغيبهم في التردّد على هذا المكان.

خبر بداية بنائه

جاء تفصيل هذه القصّة استناداً إلى كتاب جنّة المأوى للميرزا حسين النوري بالنحو الآتي:

1.. مصباح الزائر: ص ۱۰۵، بحار الأنوار: ج ۱۰۰ ص ۴۴۵.

2.. راجع: ميزان الحكمة: ج ۵ ص ۲۳۹۰ ـ ۲۴۰۱. وللاطّلاع على مزيد من المعلومات عن فضيلة المسجد ومنزلته في الثقافة الإسلاميّة راجع رسالة المسجد.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14604
صفحه از 518
پرینت  ارسال به