الروايات الحاكية عن ولادته في سنة ۲۵۶ ه.۱
واختار العلاّمة الشوشتريّ رأي الشيخ الطوسيّ بعد نقله لمختلف الأخبار، حيث قال:
فالأظهر هو القول الثاني (سنة ستّ)؛ لكون رواياته خمسة، بخلاف الأوّل (سنة خمس) فليس فيه إلاّ خبران: خبر حكيمة و خبر محمّد بن عليّ العبّاسيّ عن الفضل. وترجيح النوريّ الأوّل بأنّ خبر الفضل صحيح غير صحيح؛ لعدم وصول غيبة الفضل إلينا بإسناد، وإنّما نُقل عن خطّ، مجهول، والقدماء لا يجيزون العمل بمثله.۲
ونقل العلاّمة المجلسي تاريخ ۲۵۵ هـ عن الكافي، وتاريخ ۲۵۶ هـ عن كتاب كمال الدين والغيبة للشيخ الطوسي، ثمّ قال:
وربّما يجمع بينه وبين ما ورد من خمس وخمسين... [بحمل] إحداهما على الشمسيّة والأُخرى على القمريّة.۳
وقال العلاّمة الشوشتريّ في نقد هذا الرأي:
وهو وهم؛ فإنّه مع عدم تعارف الشمسيّة في الكتب العربيّة، ولاسيّما في الشرعيّة، يكون التفاوت بينهما أكثر من ستّ سنين لا سنة.۴
ويمكن أن يضاف إلى هذا النقد أنّ الأخبار الحاكية عن سنة ۲۵۵ صرّحت بالشهر القمري، ولا يجوز القول بأنّ الراوي ذكر السنّة بالتاريخ الهجري الشمسي والشهر بالتاريخ الهجري القمري؛ وبناء على ذلك لايمكن الجمع بين هذين الخبرين.
ويبدو أنّ المرجّح من بين الخبرين هو الرأي المشهور بين كبار علماء الشيعة؛ أي سنة ۲۵۵ه ؛ لأنّ أعلام الشيعة في القرون الأُولى ـ ومنهم: الكليني والصدوق والمفيد والكراجكيّ ـ قبلوا به أيضاً، وكما قال الشيخ المفيد: