159
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

كما ورد في أحاديث كثيرة أنّ مسجد السهلة هو المنزل الخاصّ بالإمام المهديّ عليه‏السلام وبخلفائه أيضاً. ونذكر فيما يلي عدّة أحاديث في هذا الصدد:

۱ ـ ورد عن الإمام الصادق عليه‏السلام فيما يرتبط بمسجد السهلة قوله:

أما إنَّهُ مَنزِلُ صاحِبِنا إذا قَدِمَ بِأَهلِهِ.۱

۲ ـ قال الإمام الصادق عليه‏السلام مخاطباً أبا بصير:

يا أبا مُحَمَّدٍ! كأَنّي أرى نُزولَ القائِمِ في مَسجِدِ السَّهلَةِ بِأَهلِهِ وعِيالِهِ. قُلتُ: يَكونُ مَنزِلَهُ ؟ قالَ: نَعَم، هُوَ مَنزِلُ إدريسَ عليه‏السلام، وما بَعَثَ اللّه‏ُ نَبِيّاً إلاّ وقَد صَلّى فيهِ، وَالمُقيمُ فيهِ كالمُقيمِ في فُسطاطِ رَسولِ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وما مِن مُؤِنٍ ولا مُؤِنَةٍ إلاّ وقَلبُهُ يَحِنُّ إلَيهِ....۲

۳ ـ قال الإمام الباقر عليه‏السلام:

وفيها يَكونُ قائِمُهُ وَالقُوّامُ مِن بَعدِهِ.۳

تسبّبت هذه الأحاديث على مدى قرون متواصلة في أن يحظى هذا المكان باهتمام كبار علماء الشيعة وعمومهم، ويعتبرونه أوّل مقام يُنسب إلى القائم عليه‏السلام.

ولا دليل في المصادر الحديثيّة على أداء عمل عباديّ باسم الإمام المهديّ عليه‏السلام في هذا المكان، ولا على زمان خاصّ يؤى إليه المرّة تلو الأُخرى لذكر الإمام عليه‏السلام.

وأهمّ عمل في مسجد السهلة هو ركعتا التحيّة بين صلاتي المغرب والعشاء۴، على الرغم من تعارف الشيعة على الذهاب إليه ليلة الأربعاء، ولكن لا يتوفّر دليل (نصّ) في هذا المجال. نعم قال السيّد ابن طاووس:

1.. الإرشاد: ج۲ ص۳۸۰ وراجع هذه الموسوعة: ص ۱۵۱ الهامش ۴.

2.. قصص الأنبياء: ص ۸۰ ح ۶۳، المزار الكبير: ص ۱۳۵ ح ۷، بحار الأنوار: ج ۵۲ ص ۳۱۷ ح ۱۳ و ج ۱۰۰ ص ۴۳۵ ح ۳.

3.. تهذيب الأحكام: ج ۶ ص ۳۱ ح ۵۷، المزار للمفيد: ص ۵ ح ۱، بحار الأنوار: ج ۱۰۰ ص ۴۴۰ ح ۱۷.

4.. المزار للمفيد: ص ۲۶، تهذيب الأحكام: ج ۶ ص ۳۸ .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
158

لإحدى المجموعتين على الأُخرى، نعم روايات الموافقين أكثر عدداً، لكنّها لم تبلغ حدّاً يستجلب ترجيحاً موثّقاً.

من هنا فإنّ الصمت حيال هذا الأمر أكثر اتّساقاً مع الموازين العقليّة والدينيّة.

۷ / ۳

الأَمكِنَةُ المَنسوبَةُ لِلإِمامِ علیه السلام

هناك بعضُ الأماكن تضمر الشيعة لها احتراماً خاصّاً؛ وذلك لما لها في الثقافة الشيعيّة من أهمّيّة خاصّة باعتبار نسبتها إلى إمام العصر والزمان صلوات اللّه‏ عليه، منها: مسجد السهلة، ومسجد جمكران، ومقام في مسجد الكوفة، ومكان في وادي السلام؛ وحاز الأوّلان شهرة أكثر من البقيّة وتذكر لهما مستندات اختصّت بهما.

وهذا البحث يولي اهتمامه بمسجدي السهلة وجمكران، ويغضّ الطرف عن سائر الموارد؛ لعدم نيلها ما يكفي من الوثائق المهمّة.

۱. مسجد السهلة

أقدم مكان يُنسب إلى بقيّة اللّه‏ عليه‏السلام هو مسجد السهلة، ويقع في ضواحي الكوفة على بعد كيلومترين شمال غرب مسجدها.

نقلت روايات الشيعة خصائص ومميّزات كثيرة لهذا المسجد؛ مثل كونه موضع إقامة الأنبياء والصالحين۱، ومنزل إبراهيم والخضر وإدريس عليهم‏السلام، ومهبط الملائكة۲، ومثوى الصالحين والرسل۳، وإليه المحشر، ومن طينته خُلق الأنبياء۴، وغير ذلك.

1.. المزار الكبير: ص ۱۱۳و۱۴۱، كامل الزيارات: ص ۲۶، بحار الأنوار: ج ۱۰۰ ص ۴۴۴.

2.. المزار الكبير: ص ۱۳۴، بحار الأنوار: ج ۱۰۰ ص ۴۳۶.

3.. المزار الكبير: ص ۱۴۱، بحار الأنوار: ج ۱۰۰ ص ۴۴۴.

4.. كامل الزيارات: ص ۲۵، المزار للمفيد: ص ۲۴، تهذيب الأحكام: ج ۶ ص ۳۸.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14580
صفحه از 518
پرینت  ارسال به