كما نقل العلاّمة المجلسيّ ـ ضمن حكايات وقصص مَن شاهد إمام العصر والزمان عليهالسلام ـ خبراً عن والده، وهو عن شخص باسم الأمير إسحاق الأسترآبادي الذي حجّ البيت الحرام أربعين مرّة راجلاً، جاء فيه: أنّه أضاع القافلة في إحدى الرحلات وبقي حائراً ضمآناً بلا ماء، ثمّ نادى: «يا صالح، يا أبا صالح، أرشدونا إلى الطريق»، وفجأة شاهد فارساً من بعيد فأقبل وأدلّه على الطريق وألحقه بالقافلة. وقال: بعد تلك الحادثة التفتّ ُ إلى أنّه كان الإمام المهديّ عليهالسلام.۱
هذا وقد أوضحنا سابقاً لا دليل على نسبة كنية «أبي صالح» إلى الإمام المهديّ عليهالسلام.۲
ثانياً: نظريّة المخالفين
من لم يوافق على أنّ للإمام المهديّ عليهالسلام زوجة وأبناءً وذرّية، استند كذلك إلى أدلّة وشواهد ندرجها فيما يأتي:
۱ ـ إنّ زواج الإمام المهديّ عليهالسلام وإنجابه للأبناء لايتواءم مع أهمّ أركان فلسفة الغيبة؛ وهي اختفاؤ وعدم التعرّف عليه؛ لأنّ من يتزوّج ويُرزق بأبناء ستعرفه أُسرته على أيّ نحو كان.
كما دلّت أحاديث من جهة أُخرى على غيبة الإمام التامّة الكاملة، منها هذان الحديثان عن الإمام الصادق عليهالسلام:
صاحِبُ هذَا الأَمرِ تَغيبُ وِلادَتُهُ عَن هذَا الخَلقِ؛ كي لا يَكونَ لِأَحَدٍ في عُنُقِهِ بَيعَةٌ إذا خَرَجَ.۳
لِلقائِمِ غَيبَةٌ قَبلَ قِيامِهِ... يَخافُ عَلى نَفسِهِ الذَّبَحَ.۴