149
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

رأي من يعتقد بزواج الإمام المهديّ عليه‏السلام استناداً إلى عدّة شواهد وأدلّة، على الرغم من عدم علمنا بخصائص ذلك الزواج وما يتعلّق به.

وتقف حياله مجموعة ذهبت إلى عدم زواج الإمام، بعد أن نقدت أدلّة الموافقين واستندت إلى شواهدها وقرائنها.

ورجّحت مجموعة ثالثة الصمت حيال هذا الأمر، ولم تر أيّاً من أدلّة الموافقين والمخالفين كافية لتتبنّى رأياً في الموضوع.

وفيما يلي نذكر شواهد وأدلّة هذه المجاميع الثلاثة، ثمّ نوضّح وجهة نظرنا:

أوّلاً: نظرية الموافقين

أيّدت مجموعة من علماء الشيعة تصريحاً أو تلميحاً زواج الإمام المهديّ عليه‏السلام استناداً إلى بعض الشواهد والقرائن، بالرغم من اختلافهم في كيفيّته أو عدم الخوض فيها، ومنهم: العلاّمة المجلسيّ۱ والمحدّث النوريّ۲ والشيخ علي أكبر النهاونديّ۳ والسيّد

1.. بحار الأنوار: ج ۵۳ ص ۱۴۵.

2.. النجم الثاقب: ص ۴۰۳ ـ ۴۰۴.

3.. العبقريّ الحسان: ج ۲ ص ۱۳۴. وقال فيه ما يلي: «وبالجملة، فبعد الاعتقاد بحياة هذا العظيم وغيبته، واستحباب النكاح والتكاثر والمنع عن الرهبانيّة والعزوبة، فلابدّ أن يكون لهذا الإمام زوجة وأبناء، وكثرتهم بسبب طول حياته تتطلّب اختيار بلد خاصّ ليس فيه غير الخواصّ؛ لكي يبقى اسم الإمام مخفيّاً كما تقتضي ذلك الغيبة ويعيش أبناؤ بطمأنينة، ولكن لاتخدعك هذه الشبهات، واعتبر هذا الاستبعاد والإنكار لوجود بلاد هذا الإمام العظيم وأولاده ضرباً من الأساطير».


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
148

وعمره فقط، وأمّا من حيث الإدراك والإرادة ـ وهما ركنا الإمامة والقيادة ـ فقد بلغ مرحلة الكمال، مثلما صرّح به الشيخ المفيد من أنّ اللّه‏ تعالى أكمل عقله في حياة والده، وأعطاه الحكمة وفصل الخطاب، وامتاز بهذه الصفات عن الآخرين.

وبناء عليه، فالحديث ليس عن إمامة الطفل المحجور عليه والممنوع من التصرّف، بل عن إمامة من وهبه اللّه‏ بإرادته هذه القدرة كما وهبها لعيسى ويحيى عليهماالسلام.

إضافة إلى وضوح أنّ الخصائص الطبيعيّة للأطفال ليست متساوية، فبعض منهم وهبهم اللّه‏ قدرات أكثر، ويتخطّى استعدادهم للنموّ وتفعيل قدراتهم المديات المتعارفة، والفضل الإلهيّ لحيازة مقامات معنويّة من سنخ الإمامة يتعلّق أساساً بمثل هؤاء الأطفال.

۷ / ۲

زَواجُ الإمامِ علیه السلام

أحد الموضوعات المتّصلة بالقضيّة المهدويّة هو زواج الإمام المهديّ عليه‏السلام وذرّيّته، فهل تزوّج الإمام وأنجب أبناءً، أم لم يتزوّج بعد؟

أفرزت السنين الأخيرة بحوثاً موجزة في هذا الصدد۱، وطرحت ثلاثة آراء:

1.. لم أعثر بعد سلسلة بحوث إلاّ على المصادر الآتية. وأقدم مصدر تصدّى للموضع بدراسة تحليليّة يرجع تاريخه إلى أربعين عاماً تقريباً. وتلك المصادر كما يلي:
أ ـ بحار الأنوار: ج ۵۳ ص ۱۴۵ ـ ۱۴۹، الباب ۳۰، باب «خلفاء المهديّ وأولاده وما يكون بعده ...». ذكر في هذا الباب ثماني روايات يدلّ أهمّها على خلفاء المهديّ لا على أولاده وذرّيّته.
ب ـ تاريخ الغيبة الكبرى للسيّد محمّد الصدر: ج ۲ ص ۶۱ ـ ۶۶. ويمكن القول بأنّه أوّل مصدر تناول الموضوع ببحث تحليليّ، حيث درسه على مستويين: القواعد العامّة والأخبار، فيعتقد من حيث القواعد العامّة أنّه لا مانع يحول دون حيازته للأبناء؛ ولذلك يقول بأنّ حصيلة القواعد العامّة هو زواج الإمام المهديّ عليه‏السلام، ولكنّه ليس لديه أبناء؛ أمّا من حيث الأخبار فإنّه لايرى الموضوع صالحاً للإثبات.
ج ـ الجزيرة الخضراء وقضيّة مثلّث برمودا لناجي النجّار: ص ۳۷۷ ج ۳۸۸، وقد ترجمه علي أكبر مهدي پور إلى الفارسيّة وطُبع في قم بعنوان «جزيره خضرا وتحقيقى پيرامون مثلّث برمودا» سنة ۱۴۱۱ه، وأُضيفت إليه بعض البحوث.
د ـ دراسة في علامات الظهور والجزيرة الخضراء للسيّد جعفر مرتضى العاملي: ص ۲۵۶ ـ ۲۶۶ .
ه ـ في مجلّة حوزه دوماه نامه الصادرة بالفارسيّة، الرقم۷۰ ـ ۷۱، الأشهُر: مهر ـ دي: ص ۵۴ ـ ۵۸، مقالة «تولّد و زندگى امام مهدي (ولادة الإمام المهديّ وحياته)».
و ـ موقع انترنت فارسي بعنوان «تنها منجي (المنجي الوحيد)»، نشر فيه كاتب باسم مستعار هو «منتظر ظهور» ثلاث مقالات عن الموضوع بتاريخ ۹/۸/۱۳۹۰ و ۲۷/۷/۱۳۹۱ و ۲۱/۹/۱۳۹۱ش ، وتعدّ أكثر الكتابات تفصيلاً في هذا المجال.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14306
صفحه از 518
پرینت  ارسال به