وأَمَّا العَبدُ الصّالِحُ ـ أعنِي الخِضرَ عليهالسلام ـ فَإِنَّ اللّهَ تَعالى ما طَوَّلَ عُمُرَهُ لِنُبُوَّةٍ قَرَّرَها لَهُ، ولا لِكِتابٍ نَزَّلَ عَلَيهِ، ولا لِشَريعَةٍ يَنسَخُ بِها شَريعَةَ مَن كانَ قَبلَهُ مِنَ الأَنبِياءِ عليهمالسلام، ولا لاِءِمامَةٍ يُلزِمُ عِبادَهُ الاِقتِداءَ بِها، ولا لِطاعَةٍ يَفرِضُها، بَلى إنَّ اللّهَ تَعالى لَمّا كانَ في سابِقِ عِلمِهِ أن يُقَدِّرَ مِن عُمُرِ القائِمِ عليهالسلام في أيّامِ غَيبَتِهِ ما يُقَدِّرُهُ، وعَلِمَ ما يَكونُ مِن إنكارِ عِبادِهِ بِمِقدارِ ذلِكَ العُمُرِ فِي الطّولِ، طَوَّلَ عُمُرَ العَبدِ الصّالِحِ مِن غَيرِ سَبَبٍ أوجَبَ ذلِكَ إلاّ لِعِلَّةِ الاِستِدلالِ بِهِ عَلى عُمُرِ القائِمِ عليهالسلام ؛ لِيَقطَعَ بِذلِكَ حُجَّةَ المُعانِدينَ ؛ لِئَلاّ يَكونَ لِلنّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ.۱
راجع: ص ۲۳۹ (جرى سنن الانبياء فيه) و ص ۱۱۷ (فيه سنة من نوح عليهالسلام) و ج ۶ ص ۱۱۹ ح ۱۶۹۵ (كمال الدين).
تذييل: ورد في مصادر اُخرى تشبيه الإمام المهديّ ببعض الأنبياء، وأنّ له خصالهم.۲
۶ / ۲
فيهِ سُنَّةٌ مِنْ ذِي القَرنَينِ
۴۸۵.كمال الدين: حَدَّثَنا أبو طالِبٍ المُظَفَّرُ بنُ جَعفَرِ بنِ المُظَفَّرِ العَلَوِيُّ السَّمَرقَندِيُّ رضىاللهعنه، قالَ: حَدَّثَنا جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَسعودٍ، عَن أبيهِ، قالَ: حَدَّثَني مُحَمَّدُ بنُ نَصيرٍ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ عيسى، عَن حَمّادِ بنِ عيسى، عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ، عَن جابِرِ بنِ يَزيدَ الجُعفِيِّ، عَن جابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأَنصارِيِّ، قالَ: سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلىاللهعليهوآله يَقولُ: