135
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

وأَمَّا العَبدُ الصّالِحُ ـ أعنِي الخِضرَ عليه‏السلام ـ فَإِنَّ اللّه‏َ تَعالى ما طَوَّلَ عُمُرَهُ لِنُبُوَّةٍ قَرَّرَها لَهُ، ولا لِكِتابٍ نَزَّلَ عَلَيهِ، ولا لِشَريعَةٍ يَنسَخُ بِها شَريعَةَ مَن كانَ قَبلَهُ مِنَ الأَنبِياءِ عليهم‏السلام، ولا لاِءِمامَةٍ يُلزِمُ عِبادَهُ الاِقتِداءَ بِها، ولا لِطاعَةٍ يَفرِضُها، بَلى إنَّ اللّه‏َ تَعالى لَمّا كانَ في سابِقِ عِلمِهِ أن يُقَدِّرَ مِن عُمُرِ القائِمِ عليه‏السلام في أيّامِ غَيبَتِهِ ما يُقَدِّرُهُ، وعَلِمَ ما يَكونُ مِن إنكارِ عِبادِهِ بِمِقدارِ ذلِكَ العُمُرِ فِي الطّولِ، طَوَّلَ عُمُرَ العَبدِ الصّالِحِ مِن غَيرِ سَبَبٍ أوجَبَ ذلِكَ إلاّ لِعِلَّةِ الاِستِدلالِ بِهِ عَلى عُمُرِ القائِمِ عليه‏السلام ؛ لِيَقطَعَ بِذلِكَ حُجَّةَ المُعانِدينَ ؛ لِئَلاّ يَكونَ لِلنّاسِ عَلَى اللّه‏ِ حُجَّةٌ.۱

راجع: ص ۲۳۹ (جرى سنن الانبياء فيه) و ص ۱۱۷ (فيه سنة من نوح عليه‏السلام) و ج ۶ ص ۱۱۹ ح ۱۶۹۵ (كمال الدين).

تذييل: ورد في مصادر اُخرى تشبيه الإمام المهديّ ببعض الأنبياء، وأنّ له خصالهم.۲

۶ / ۲

فيهِ سُنَّةٌ مِنْ ذِي القَرنَينِ

۴۸۵.كمال الدين: حَدَّثَنا أبو طالِبٍ المُظَفَّرُ بنُ جَعفَرِ بنِ المُظَفَّرِ العَلَوِيُّ السَّمَرقَندِيُّ رضى‏الله‏عنه، قالَ: حَدَّثَنا جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَسعودٍ، عَن أبيهِ، قالَ: حَدَّثَني مُحَمَّدُ بنُ نَصيرٍ، قالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ عيسى، عَن حَمّادِ بنِ عيسى، عَن عَمرِو بنِ شِمرٍ، عَن جابِرِ بنِ يَزيدَ الجُعفِيِّ، عَن جابِرِ بنِ عَبدِ اللّه‏ِ الأَنصارِيِّ، قالَ: سَمِعتُ رَسولَ اللّه‏ِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يَقولُ:

1.. الغيبة للطوسيّ : ص ۱۶۷ ح ۱۲۹ ، كمال الدين : ص ۳۵۲ ح ۵۰ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۲۱۹ ح ۹ .

2.. راجع: الكافي: ج ۱ ص ۵۲۸ ح ۳ والغيبة للطوسيّ : ص ۱۴۶ و۱۶۳ ح ۱۲۵ وكمال الدين: ص ۲۸ و۱۵۲ ح ۱۳ ـ ۱۴ وص ۳۴۰ ح ۱۸ وص ۳۱۶ ح ۱ وص ۳۵۰ ح ۴۶ وص ۳۲۹ ح ۱۲ ودلائل الإمامة: ص ۵۳۲ ح ۵۱۱ والغيبة للنعمانيّ : ص ۱۶۴ ح ۵ وص ۲۸۰ ح ۶۷ وص ۲۲۸ ح ۸ وص ۱۶۳ ح ۳ وتفسير العيّاشي: ج ۱ ص ۲۴۵ ح ۱۴۷ والاختصاص: ص ۲۵۶ وكفاية الأثر: ص ۴۳ والصراط المستقيم: ج ۲ ص ۱۱۸ و ۱۲۹ ومنتخب الأنوار المضيئة: ص ۱۸۹.


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
134

ثُمَّ إنَّ اللّه‏َ تَعالى لَم يَزَل يَأمُرُهُ عِندَ إدراكِها كُلَّ مَرَّةٍ أن يَغرِسَ تارَةً بَعدَ اُخرى، إلى أن غَرَسَها سَبعَ مَرّاتٍ، وما زالَت تِلكَ الطَّوائِفُ مِنَ المُؤمِنينَ تَرتَدُّ مِنهُم طائِفَةٌ، إلى أن عادوا إلى نَيِّفٍ وسَبعينَ رَجُلاً، فَأَوحَى اللّه‏ُ عز و جل عِندَ ذلِكَ إلَيهِ وقالَ: الآنَ أسفَرَ الصُّبحُ عَنِ اللَّيلِ لِعَينِكَ، حينَ صَرَحَ الحَقُّ عَن مَحضِهِ۱، وصَفَا الأَمرُ لِلإِيمانِ مِنَ الكَدِرِ، بِارتِدادِ كُلِّ مَن كانَت طينَتُهُ خَبيثَةً. فَلَو أنّي أهلَكتُ الكُفّارَ وأَبقَيتُ مَنِ ارتَدَّ مِنَ الطَّوائِفِ الَّتي كانَت آمَنَت بِكَ لَما كُنتُ صَدَّقتُ وَعدِيَ السّابِقَ لِلمُؤمِنينَ الَّذينَ أخلَصوا لِيَ التَّوحيدَ مِن قَومِكَ، وَاعتَصَموا بِحَبلِ نُبُوَّتِكَ، بِأَن أستَخلِفَهُم فِي الأَرضِ واُمَكِّنَ لَهُم دينَهُم، واُبَدِّلَ خَوفَهُم بِالأَمنِ ؛ لِكَي تَخلُصَ العِبادَةُ لي بِذَهابِ الشَّكِّ مِن قُلوبِهِم.
وكَيفَ يَكونُ الاِستِخلافُ وَالتَّمكينُ وبَدَلُ الخَوفِ بِالأَمنِ مِنّي لَهُم، مَعَ ما كُنتُ أعلَمُ مِن ضَعفِ يَقينِ الَّذينَ ارتَدّوا وخُبثَ طينَتِهِم، وسوءِ سَرائِرِهِمُ الَّتي كانَت نَتائِجَ النِّفاقِ وسُنوخِ۲ الضَّلالَةِ ؟ فَلَو أنَّهُم تَنَسَّموا مِنَ المُلكِ الَّذي اُوتِيَ المُؤمِنونَ وَقتَ الاِستِخلافِ إذا هَلَكَت أعداؤُهُم لَنَشَقوا رَوائِحَ صِفاتِهِ، ولاَستَحكَمَ سَرائِرُ نِفاقِهِم، وتَأَبَّدَ خَبالُ ضَلالَةِ قُلوبِهِم، ولَكاشَفوا إخوانَهُم بِالعَداوَةِ، وحارَبوهُم عَلى طَلَبِ الرِّئاسَةِ وَالتَّفَرُّدِ بِالأَمرِ وَالنَّهيِ عَلَيهِم، وكَيفَ يَكونُ التَّمكينُ فِي الدّينِ وَانتِشارُ الأَمرِ فِي المُؤمِنينَ مَعَ إثارَةِ الفِتَنِ وإيقاعِ الحُروبِ ؟ كَلاّ «وَ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَ وَحْيِنَا»۳.
قالَ الصّادِقُ عليه‏السلام: وكَذلِكَ القائِمُ عليه‏السلام ؛ فَإِنَّهُ تَمتَدُّ غَيبَتُهُ لِيُصَرِّحَ الحَقُّ عَن مَحضِهِ، ويَصفُوَ الإِيمانُ مِنَ الكَدَرِ بِارتِدادِ كُلِّ مَن كانَت طينَتُهُ خَبيثَةً مِنَ الشّيعَةِ الَّذينَ يُخشى عَلَيهِمُ النِّفاقُ، إذا أحَسّوا بِالاِستِخلافِ وَالتَّمكينِ وَالأَمنِ المُنتَشِرِ في عَهدِ القائِمِ عليه‏السلام....

1.. المَحضُ : الخالص من كلّ شيء النهاية : ج ۴ ص ۳۰۲ «محض» .

2.. سنخ : بمعنى رَسَخ ( المصباح المنير : ص ۲۹۱ «سنخ») .

3.. هود : ۳۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14525
صفحه از 518
پرینت  ارسال به