131
موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی

۴۸۴.الغيبة للطوسيّ: أخبَرَني جَماعَةٌ، عَن أبِي المُفَضَّلِ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ اللّه‏ِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيدِ اللّه‏ِ بنِ المُطَّلِبِ رحمه‏الله، قالَ: حَدَّثَنا أبُو الحُسَينِ مُحَمَّدُ بنُ بَحرِ بنِ سَهلٍ الشَّيبانِيُّ الرُّهِنيُ، قالَ: أخبَرَنا عَلِيُّ بنُ الحارِثِ، عَن سَعدِ بنِ المَنصورِ الجَواشِنِيِّ، قالَ: أخبَرَنا أحمَدُ بنُ عَلِيٍّ البُدَيلِيُّ، قالَ: أخبَرَني أبي، عَن سَديرٍ الصَّيرَفِيِّ، قالَ:
دَخَلتُ أنَا وَالمُفَضَّلُ بنُ عُمَرَ وداودُ بنُ كَثيرٍ الرَّقِّيُّ وأبو بَصيرٍ وأَبانُ بنُ تَغلِبَ عَلى مَولانَا الصّادِقِ عليه‏السلام، فَرَأَيناهُ جالِسا عَلَى التُّرابِ، وعَلَيهِ مِسحٌ۱ خَيبَرِيٌّ مِطرَفٌ۲ بِلا جَيبٍ، مُقَصَّرُ الكُمَّينِ، وهُوَ يَبكي بُكاءَ الوالِهَةِ الثَّكلى ذاتِ الكَبِدِ الحَرّى، قَد نالَ الحُزنُ مِن وَجنَتَيهِ، وشاعَ التَّغَيُّرُ في عارِضَيهِ، وأَبَلى الدَّمعُ مِحجَرَيهِ، وهُوَ يَقولُ:
سَيِّدي ! غَيبَتُكَ نَفَت رُقادي، وضَيَّقَت عَلَيَّ مِهادي، وَابتَزَّت مِنّي راحَةَ فُؤادي. سَيِّدي ! غَيبَتُكَ أوصَلَت مَصائِبي بِفَجائِعِ الأَبَدِ، وفَقدُ الواحِدِ بَعدَ الواحِدِ بِفَناءِ الجَمعِ وَالعَدَدِ، فَما اُحِسُّ بِدَمعَةٍ تَرقَأُ۳ مِن عَيني، وأَنينٍ يَفشو۴ مِن صَدري.
قالَ سَديرٌ: فَاستَطارَت عُقولُنا وَلَها، وتَصَدَّعَت قُلوبُنا جَزَعا مِن ذلِكَ الخَطبِ الهائِلِ، وَالحادِثِ الغائِلِ، فَظَنَنّا أنَّهُ سَمتَ لِمَكروهَةٍ قارِعَةٍ، أو حَلَّت بِهِ مِنَ الدَّهرِ بائِقَةٌ۵، فَقُلنا: لا أبكَى اللّه‏ُ عَينَيكَ يَابنَ خَيرِ الوَرى، مِن أيَّةِ حادِثَةٍ تَستَذرِفُ دَمعَتَكَ، وتَستَمطِرُ عَبرَتَكَ ؟ وأَيَّةُ حالَةٍ حَتَمَت عَلَيكَ هذَا المَأتَمَ ؟
قالَ: فَزَفَرَ الصّادِقُ عليه‏السلام زَفرَةً انتَفَخَ مِنها جَوفُهُ، وَاشتَدَّ مِنها خَوفُهُ، فَقالَ: وَيكُم !

1.. المِسحُ : الكساء من الشعر لسان العرب : ج ۲ ص ۵۹۶ «مسح» .

2.. مِطرَف : الثوب الذي في طرفيه عَلَمان النهاية : ج ۳ ص ۱۲۱ «طرف» .

3.. رقأ الدَّمعُ والدَّمُ : إذا سكن وانقطع النهاية : ج ۲ ص ۲۴۸ « رقأ » .

4.. فشا : ظهر وانتشر ( المصباح المنير : ص ۴۷۳ « فشا » ) .

5.. البائقة : النازلة ، وهي الداهية والشرّ الشديد المصباح المنير : ص ۶۶ « بوق » .


موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
130

كَما فَعَلَ بِيوسُفَ ؟ أن يَمشِيَ في أسواقِهِم، ويَطَأَ بُسُطَهُم، حَتّى يَأذَنَ اللّه‏ُ في ذلِكَ لَهُ كَما أذِنَ لِيوسُفَ: «قَالُوا أَءِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ»۱.۲

۴۸۳.كمال الدين: حَدَّثَنا أبي ومُحَمَّدُ بنُ الحُسَينِ رَضِيَ اللّه‏ُ عَنهُما، قالا: حَدَّثَنا عَبدُ اللّه‏ِ بنُ جَعفَرٍ الحِميَرِيُّ، عَن أحمَدَ بنِ هِلالٍ، عَن عَبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي نَجرانَ، عَن فَضالَةَ بنِ أيّوبَ، عَن سَديرٍ، قالَ:
سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّه‏ِ عليه‏السلام يَقولُ: إنَّ فِي القائِمِ سُنَّةً مِن يوسُفَ، قُلتُ: كَأَنَّكَ تَذكُرُ خَبَرَهُ أو غَيبَتَهُ ؟ فَقالَ لي: وما تُنكِرُ هذِهِ الاُمَّةُ أشباهُ الخَنازيرِ ؟! إنَّ إخوَةَ يوسُفَ كانوا أسباطا أولادَ أنبِياءَ، تاجَروا يوسُفَ وبايَعوهُ، وهُم إخوَتُهُ وهُو أخوهُم فَلَم يَعرِفوهُ حَتّى قالَ لَهُم: أنَا يوسُفُ وهذا أخي ! فَما تُنكِرُ هذِهِ الاُمَّةُ أن يَكونَ اللّه‏ُ عز و جل في وَقتٍ مِنَ الأَوقاتِ يُريدُ أن يَستُرَ حُجَّتَهُ عَنهُم ؟
لَقَد كانَ يوسُفُ يَوما مَلِكَ مِصرَ، وكانَ بَينَهُ وبَينَ والِدِهِ مَسيرَةُ ثَمانِيَةَ عَشَرَ يَوما، فَلَو أرادَ اللّه‏ُ تَبارَكَ وتَعالى أن يُعَرِّفَهُ مَكانَهُ لَقَدَرَ عَلى ذلِكَ. وَاللّه‏ِ! لَقَد سارَ يَعقوبُ ووُلدُهُ عِندَ البِشارَةِ في تِسعَةِ إيّامٍ إلى مِصرَ، فَما تُنكِرُ هذِهِ الاُمَّةُ أن يَكونَ اللّه‏ُ عز و جل يَفعَلُ بِحُجَّتِهِ ما فَعَلَ بِيوسُفَ ؟ أن يَكونَ يَسيرُ فيما بَينَهُم، ويَمشِي في أسواقِهِم، ويَطَأُ بُسُطَهُم وهُم لا يَعرِفونَهُ، حَتّى يَأذَنَ اللّه‏ُ عز و جل لَهُ أن يُعَرِّفَهُم نَفسَهُ كَما أذِنَ لِيوسُفَ عليه‏السلام حينَ قالَ لَهُم: «هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَ أَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَهِلُونَ * قَالُواْ أَءِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَ هَذَا أَخِى»؟۳.۴

1.. يوسف : ۹۰ .

2.. الكافي: ج ۱ ص ۳۳۶ ح ۴ بسند معتبر، دلائل الإمامة : ص ۵۳۱ ح ۵۱۰ .

3.. يوسف : ۸۹ و۹۰ .

4.. كمال الدين : ص ۱۴۴ ح ۱۱ و ص ۳۴۱ ح ۲۱ ، علل الشرائع : ص ۲۴۴ ح ۳ كلّها بسند معتبر، الغيبة للنعماني: ص ۱۶۳ ح ۴ ، إعلام الورى : ج ۲ ص ۲۳۶ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۱۴۲ ح ۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام المهدي علیه السلام في الکتاب و السّنّة و التّاریخ - المجلد الثانی
    سایر پدیدآورندگان :
    سيد محمّد كاظم الطّباطبائي، عدّة من الفضلاء
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    01/01/1398
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14669
صفحه از 518
پرینت  ارسال به